|
أومضـتِ أخـتَ السنـا نـاراً عـلـى عـلـمِ |
و شَعَّ نصرُكِ وهْجاً جلَّ عن كَلِمِ |
بِهِمّةٍ تكتبُ التاريخَ في زمنٍ |
أبانَ عن شعلةِ الأفكارِ والحِكَمِ |
و صحوةُ الشعبِ نورٌ من مشارقِها |
والذلُ يغربُ في إشراقةِ القلمِ |
و قد تهدُّ عروشَ الظلمِ إن بَزَغَت |
شمسٌ من العزمِ بركاناً من الهِممِ |
فلترفعي الشمسَ تاجاً والجِباهُ لهُ |
تسمو بمرأى الدُنى يا قدوةَ الأممِ |
و كــم كـتـبـتِ سـطــور الـفـخــرِ مـلـحـمـةً |
نهـراً مـن السِلـمِ في سـيـلٍ مــن الحِـمـمِ |
وكـــم وأدتِ عــجــافَ الــدهــرِ صــابرةً |
و ثــــــــجَّ نــيـــلُـــكِ يــــــــا مــــوفــــورةَ الــنِـــعـــمِ |
أرضُ الكنانةِ بالأفذاذِ شامخةٌ |
مصونةُ المجدِ بل رُبانةُ القِممِ |
يـا مشـرقَ الـعـزمِ كــم بَـصّـرتِ ذا كَـمَـهٍ |
وضــج صـوتُـكِ مسمـوعـاً لــذي صـمـمِ |
و لا يعيـبُـكِ أن تغـضـي عـلــى مـضــضٍ |
أو أن صـبــرتِ عـلــى الطـغـيـانِ والألـــمِ |
إن كــنــتِ بــعــدَ نــفــادِ الـصــبــرِ مــدركـــةً |
وأنــــــتِ ثــــابــــتــــةُ الأركانِ كــــالــــهـــــرمِ |
وقــــــد وقـــفـــتِ وقــــــد طـــاولـــتِ مــنــزلــةً |
تلـك النجـومَ بمـا جَـسّـدتِ مــن شـمـمِ |
إن لـــم تـكــن مـصــرُ لــلأحــرارِ مــدرســةً |
فـي شــدةِ الـبـأسِ أو فــي جــذوة الـزِيَـمِ |
فـمـن لـهـا ؟؟! لا وأيـــم اللهِ لـيــس لـهــا |
إلاكِ يـــــا مـــصـــرُ لـــلأحـــرارِ مــــــن قِــــــدمِ |
مـــــنــــــارةُ الأرضِ إقـــــدامــــــاً وتــضـــحـــيـــةً |
و منبرُ الرُشدِ في سِفرٍ من القِــيَــمِ |
فــتـــيّـــةُ الــمـــجـــدِ لــــــــم تــــركــــن لـهـيــمــنــةٍ |
إن عـضّـتِ الـنـاسُ غبـنـاً إصـبـعَ الـنــدمِ |
أبـــيّــــةٌ .. حُـــــــرّةٌ فـــــــي ضـــــــوءِ مــبــدأهـــا |
عــصــيّـــةٌ ..دُرّةٌ فـــــــي حــــالــــكِ الــظـــلـــمِ |
سـخــيّــةُ الـنــهــرِ كـــــم فــاضـــت بـسَلسلِهـا |
و كم تفجّرَ عــن بــذلٍ وعـــن كـــرمِ |
ثــريـــةُ الـــــروح فـيــهــا مـــــا ســـألـــتَ و قد |
سَمَت بأفنانِها عن رِبقةِ السأمِ |
رفـيــعــةُ الــهـــامِ لــــــم تــخــضــع لـغـطــرســةٍ |
و لم تخُن موثِقاً من سالفِ الذممِ |
يــا شـعـبُ مـصـرَ لـقـد رصّـعـتَ مـقـتـدراً |
تــــــــاجَ الــكـــرامـــةِ بــالأمـــجـــادِ والــشِـــيَـــمِ |
بـعـصـبــةٍ مـــــن أُبــــــاةِ الــمــجــدِ يـدفـعــهــم |
نـــبــــضُ الإبـــــــاءِ بـــعــــزمٍ غـــيــــر مـنــفــصــمِ |
وقـــــد تـجــســد مـــــا يـــرجـــون فـاعـتــبــروا |
يــــا عـصـبــةَ الــشــرِ مــــن بـــــأسٍ لـمـنـتـقـمِ |
وما استعانوا بغيرِ اللهِ ينصرهم |
عند احتدامِ الرؤى في سيلها العرِمِ |
فلا تُغرّوا بطِيبِ العيشِ إن صمتوا |
دهراً ولا تُلبسوهم رِيبةَ التُهمِ |
فـــكــــم تــكــســـرَ مـــــــن قــــيــــدٍ بــثــورتــهــم |
و كــم تـزلـزلَ مــن عــرشٍ و مــن صـنــمِ! |