الأستاذ الكبير محمد البياسي
ولست هنا لأقناعك لتغيير نظرتك لشعر التفعيلة،
فأعرف أنّك لن تفعل.
طبعا لن افعل
ولكنّي سأقول رأيي ووجهة نظري:
الفراهيدي لم يبتدع بحور الشعر ويطبعها ويعممها كالإعلانات على شعراء العرب ليعتمدوها
الخليل قام بعمل وصفي لموسيقى الشعر التي قال العرب فيها.
وقد وثّق لنا خمسة عشر بحرا، وجاء الأخفش بعده بالمتدارك
أفنقول للأخفش اذهب بهذا المحدث؟
الاخفش لم يُحدِثْ , الاخفش استدرك ما نَسِيَه الفراهيدي
الفراهيدي تناول الموجود من الشعر العربي وفصّل موسيقاه،
وهي الأصل الذي يبنى عليه الشعر، ولن تجد شاعرا أجاد في التفعيلة
إلا وله باع في الشعر العمودي.
هذا هو الخطأ بعينه !! ربما انت تقصيدين تماما ان تقولي : و لن تجد شاعر اجاد في التفعيلة الا لانه فشل في العمودي , و اتحداكِ , و لا استثني الا نزار قباني
شعر التفعيلة لم يخرج عن موسيقى الشعر
لكنه هندسها بطريقة جديدة، وله "خليله" الوفيّ لِـ "الخليل"
بل خرج و كان عبداً آبقاً يستحق الجلد
التفعيلة لبنة البناء للبيت الشعري، بهندسة خاصة، هي ذاتها لبنة البناء
في شعر التفعيلة، بهندسة مختلفة. الأصل واحد، والاختلاف في طريقة البناء فقط.
تقصدين : هو "تسوّسٌ" أصاب سفينة الشعر العربي حتى كاد يهلكها
لكني أوافقك في أنّ الابتعاد عن الشعر العمودي سيهبط بالشعر كثيرا،
هنا قلتِ الحق , كل الحق .
فما أجاد التفعيلة وأعطاها رونقها إلا من عرف للعموديّ حقّه.
اما هنا فلم تكوني محقة
أمّا إذا أردت المسخ الحقّ والذي ينبغي أن نطلق عليه رصاصة الرحمة
فهو ما يسمّى "قصيدة النثر" ولله درّ هذه التسمية: قصيدة/ النثر!!
وهنا قلت ايضا الحق
أمّا عن نصّك فسليط، ويبلغ ما لا يبلغ السيف مذودك!
اتمنى ان تكون نصوصي لاذعة و لساني سليطا
تقديري
تحياتي و احترامي