|
عجباً مُعمَّر هل ملكت الأبحرا |
أم هل رقيت الْمُزْنَ بِتَّ مُعَمّرا |
أسلكت درب العزِّ خُضْتَ سبيله |
أم حال دونك فارتضيت القهقرى |
ورجعت لا أمٌ لديك ولا أبٌ |
بعت الأصالة واكتنزت الأصفرا |
وزعمت أنك للمبادئ منهل |
وخططت سفرا للجهالة أخضرا |
شُلَّت يمينك لست قائد ثورةٍ |
فضحتك أقنيةٌ توالت أنهُرا |
كلا ولا أنت الرئيس متوج |
هل يُصلح المجنون أنْ يَهْدِ السرى ؟! |
كلا ولا أنت السليل مكانة |
مجداً ورثت ..؟ وهل تفارق منكرا ..؟؟ |
أتخالُ نفسك يا جهول منارةً |
حُزْتَ العلوم بها ارتقيت مُفكرا |
أم خِلْتَ بحرك قد طَفَتْ جنباته |
أغرقت شعبك فاسْتَحَالَ مُعَكَّرا |
قد حان يومك فارْتقبهُ مُزَلْزلا |
فالشعب أذنَ بالجهادِ مُكَبِّرا |
وتتابعت من كل صوبٍ نُذْرُهُ |
قطعوا حبالاً قد توالت أعْصُرَا |
نبذوك في وَضْحِ النهار جهارة |
هل طاش لُبِّكَ كالجماد تَحَجَّرا |
سَلْ سابقيك ألم يكونا عبرةً |
دانت لهم دنيا وذلَّ المنبرا |
والوا مسوخ الناس خشية منصبٍ |
ساموا شعوبهم الهوان تجبرا |
سرقوا دماء الشعب في شمس الضحى |
باعوا المعزَّة رهن بخسٍ يُشْترى |
فيم الدِّمَا بحر ترامى شطه |
في كل وادٍ قد تتابع أبحرا |
هل هذه حربٌ فأين وقودها |
أتسوق شعبك كالبهائم لا ترى |
ثكلتك أمك بالسواد صبغتها |
أدهاك مَسٌّ أم حديث مُفْترى |
أهي الحماقة والجنون لباسها |
فاضت عليك .. لُبَابها منها انْبرى |
يرمي اللهيب بكل وادٍ جذوةٍ |
يُلْقي بنا ـ دفعاً ـ أخاديد الثرى |
لا الشرق .. أين الشرق منقوضُ الْعُرى |
لا الغرب ما للغرب صال إلى الذّرا |
وتسابقت من كل صَوْبٍ خيله |
عَضَّتْ أناملها بغيظٍ قد سرى |
تخشى حقول النفط يذهبُ دَرّها |
شريان مصنعها يصير مُعَسرا |
يا فتية المختار هذا يومكم |
شدُّوا له زحفاً وهيُّوا عَسْكرا |
شدوا له زحفا بدعوة مؤمنٍ |
شدوا له زحفاً لآمرٍ قد جرى |
ما خاب من جعل الإله نصيره |
فاكتب لنا يا رب نصرك مؤزرا |
والصبر .. بالصبر الجميل فَعُمَّنا |
واجعله ربي للأحبة مئْزَرا |
واجعل لنا العُقْبى جناناً قد دنت |
واجمع بنا شملاً وريفاً أخضرا |