|
نَسعى فنَلقى ذا الزمانَ يكيدُ |
نبني فيعفو حُلمُنا ويَبيدُ |
ونُلِحُّ بالآمالِ في طَلَبِ العُلا |
فَتُلِحُّ خَيْباتٌ لنا وتَزيدُ |
فَنَعُدُّها خَيْرًا لِنُوهِنَ عَزْمَها |
فَيَهُونُ عَزْمي والزَّمانُ عَنِيدُ |
ونُصاحِبُ الصَّبْرَ الجَميلَ تَحَسُّبًا |
فَيَمَلُّ صَبْري، لِلْكرامِ حُدودُ |
ما لِلَّيالي تُقْرِيَّنَ خَسِيسَها |
وعلى كريمٍ بالخَسِيسِ تَجودُ |
ما للرَّخاءِ إذا يزورُ مُوَدِّعٌ |
كالبرقِ يَمْكثُ بُرْهَةً ويعودُ |
حتى المَنون خيارَ قَوْمٍ تَنْتَقي |
ويُعَمِّرُ الشِّرِّيرُ والعِرْبيدُ |
أُتَرى شَقَانَا في الحياةِ محتّمٌ |
والسَّعدُ فيها حَظُّهُ مَعْدودُ |
إنِّي أتَيْتُ إلى الحياةِ مُعَوِّلاً |
أرْجو المَعالي والنُّجومَ أُريدُ |
فوَجدتُ دربي كالعَواسِجِ شائكًا |
والجَدُّ جَدْبٌ في الحياةِ زَهيدُ |
ووجدتُ أبوابًا للحرامِ عديدةً |
وترى الحلالَ طريقُهُ مَسْدودُ |
ومن البلاءِ لدى الرَّجاءِ بأن تَرَى |
سُبَلَ الحَرامِ وغَيْرُها مَوْصودُ |
ومنَ الشَّقاءِ بأن تَرى كل الوَرَى |
خَلْفَ المحارمِ طوَّعٌ وعبيدُ |
يا طالبَ الدنيا بِكُلِّ طريقةٍ |
بعضُ الطّرائقِ للهلاكِ تقودُ |
لا تَشْرَبَنَّ من البحارِ لِتَرْتوِي |
صَفْوُ الأُجاجِ بِهِ الظَّما منْضُودُ |
قطْفُ الجَنى قبلَ الأوانِ تَعَجُّلاً |
قطْفٌ مَرارٌ حامضٌ مرْدودُ |
لا تَعْجَلَنَّ أبا أنيسٍ قانِطًا |
المجْدُ صَبْرٌ والصَّبورُ سعيدُ |
فلقدْ أتى يُسْرانِ بعْدَ تَعَسُّرٍ |
واللهُ قائلُ فالوفاءُ أكيدُ |
فاحمَدْ إلاهكَ واسْتَعِنْ مُتَوَكلِّاً |
إنَّ التوكّلَ عِنْدَهُ مَحْمُودُ |
وَلْتَرْضَيَنَّ بِحُكْمِ رَبِّكَ قانعًا |
وانْسَ البَلا، فَضْلُ الكريمِ عَديدُ |