1- العباب الزاخر للصاغاني
أثف:
أبو عبيد: الأثفيَّة القدر. وذكر الليث فيها قولين: أحدهما أنَّها فُعُّولة، والثاني أنها أُفْعولة. فعلى أحد القولين ذكرناها في هذا التَّركيب، وسنعيد ذكرها - إن شاء الله تعالى - في باب الحروف اللَّيِّنة لمكان الاختلاف في وزنها. والجمع الأثافيُّ مثال قماري، وقد تخفف.
ويروى بالتَّثقيل والتَّخفيف قول زهير بن أبي سلمى:
أثَافِي سُفْعاً في مُعَرسِ مِرْجَلٍ ** ونُؤْياً كحَوْضِ الجَرِّ لم يَتَثَلَّمِ
ويروى: " كَحَوْضِ الجُدِّ "، ويروى: " كجِذْم الحَوْض ".
وقال الأصمعيُّ: بقيت من فلان أُثْفِيَّة خشناء: أي بقي منهم عددٌ كثير.
وقال الأصمعيُّ: من أمثالهم في رمي الرَّجل صاحبه بالمعضلات: رماه بثالثة الأثَافيِّ. ثالثةُ الأثافيِّ: القطعة من الجبل يجعل إلى جنبها اثنتان فتكون القطعة متَّصلة بالجبل.
قال خفاف بن ندبة:
وإنَّ قَصيْدَةً شَنعاءَ منِّي... إذا حَضَرَتْ كَثالِثةِ الأثافي
وقال أبو سعيد الضَّرير: معناه أنه رماه بالشَّرِّ كلِّه فجعله أُثْفيَّة؛ حتى إذا رماه بالثَّالثة لم يترك منها غاية.
قال علقمة بن عبدة وخفَّف ياء الأثافيِّ:
بَلْ كُلُّ قَوْمٍ وإنْ عَزُّوا وإن كَثُروا... عَرِيْفُهُم بأثافي الشَّرِّ مَرْجُوْمُ
ألا تراه قد جمعها له.
وقال الأزْهريُّ: ما كان من حَديْد سموه منصبًا، ولم يسموه أُثفيَّة.
والآثف: التابع، وقد أثفه يأثفه مثال كسره إذا تبعه. وقال أبو عمرو: أثفة يأثُفُه ويأثِفُه: إذا طلبه.
2- تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي
أ- (و) يقالُ: (رَماهُ الله بثَالِثَةِ الأَثَافِي)، وهي الدّاهِيَةُ العَظِيمَةُ، والأَمْرُ العَظِيم. وأَصلُهَا أَنّ الرّجُلَ إِذَا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْنِ لِقِدْرِهِ، ولم يَجدِ الثَّالِثَةَ جَعلَ رُكْنَ الجَبَل ثَالِثَةَ الأُثْفِيَّتَيْنِ.
و(ثالِثَةُ الأَثافِي: الحَيْدُ النَّارِدُ من الجَبَلِ يُجْمَعُ إِليهِ صَخْرَتَانِ، فَيُنْصَبُ عَلَيْها القِدْرُ).
ب- وثَالِثَةُ الأَثَافِي: الْقِطْعَةُ مِنْ الْجَبَلِ يُجْعَلُ إِلَى جَنْبِهَا اثْنَتَانِ، فَتَكُونُ الْقِطْعَةُ مُتَّصِلَةً بِالْجَبَلِ، وذلك إِذا لم يَجِدُوا ثالثةََ الأَثافِي. وبه فُسِّرَ قولُهم في المَثَلِ: رَمَاهُ الله بِثَالِثَةِ الأَثَافِي: أَي بالجَبَلِ: أَي بدَاهِيَةٍ مثلِ الجَبَلِ. قالَه ثَعْلَبٌ.
قال خُفَافُ بنُ نُدْبَةَ:
وَإِنَّ قَصِيدَةً شَنْعَاءَ مِنِّى * إِذَا حَضَرَتْ كَثَالِثَةِ الأَثَافِي
وقال أَبو سعيد الضَّرِيرُ: معناه أَنَّه رَمَاه بِالشَّرِّ كُلِّهِ أُثْفِيَّةً بَعْدَ أَثْفِيَّة حتى إِذا رَمَاهُ بالثَّالِثَةِ لم يَتْرُكْ منها غَايَةً. وقال الأَصْمَعِيُّ: معناه رَمَاه بالمُعْضِلاتِ.
وقال عَلْقَمَةُ ابن عَبَدَةَ وخَفَّفَ ياءَ الأَثَافِيّ:
بَلْ كُلُّ قَوْمٍ وإِنْ عَزُّوا وإِنْ كَثُرُوا * عَرِيفُهُمْ بِأَثَافِي الشَّرِّ مَرْجُومُ وهو مُجَازٌ
ج- ثفو: و(الأُثْفِيَّةُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ). (واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ والجماعَةُ على الضمِّ. وتقَدَّمَ للمصنِّفِ ضَبْطه بالوَجْهَيْن في أَثَفَ، وهو قَوْلُ أَبي عبيدٍ. ثم رأَيْتُ الكَسْرَ للفرَّاء.
وقالوا: هو أُفْعُولَةٌ.
قالَ الازْهرِيُّ: مِن ثَفيْت، كأُدْحِيَّة لَمِبيضِ النّعامِ مِن دَحَيْت.
وقالَ اللَّيْثُ: أُثْفِيَّة فُعْلوية مِن أَثْفَيْت. وقالَ الزَّمَخْشريُّ: الأُثْفِيَّةُ ذاتُ وَجْهَيْن، تكونُ فُعْلوية وأُفْعُولَة، وقد ذُكِرَ في الفاءِ.
(الحَجَرُ تُوضَعُ عليه القِدْرُ).
(قالَ الأزْهرِيُّ: حَجَرٌ مِثْل رأْسِ الإنْسانِ، (ج أَثَافِيٌّ) بتَشْديدِ الياءِ، (و) يَجوزُ (أَثافٍ)، تُنْصَبُ القُدُورُ عليها، وما كانَ مِن حديدٍ ذي ثلاثِ قوائِم فإنَّه يُسَمَّى المِنْصَب، ولا يُسَمَّى أُثْفِيَّة.
يقالُ أَثاثِيُّ، نَقَلَه يَعْقوب، قالَ: والثاءُ بَدَلٌ مِن الفاءِ، وشاهِدُ التَّخْفيفِ قَوْلُ الشاعِرِ:
يا دارَ هِنْدٍ عَفَت إلاَّ أَثافِيها * بينَ الطَّوِيِّ فصاراتٍ فَوادِيها
وقالَ آخَرُ:
كأَنَّ وقد أَتَى حَوْلٌ جدِيدٌ * أثافِيَها حَماماتٌ مُثُولُ
(ورَماهُ اللَّهُ بثالِثَةِ الأَثافِي: أَي بالجبلِ)؛ لأنَّه يُجْعَل صَخْرتانِ إلى جانِبِه وتُنْصَبُ عليه وعليهما القِدْر، فمعْناهُ أنَّه رَماهُ اللَّهُ بما لا يقومُ له.
(والمرادُ) رَماهُ اللَّهُ (بداهَيَةٍ، وذلك أَنَّهُمْ إذا لم يَجِدُوا ثالِثَةَ الأَثافِي أَسْنَدُوا القِدْرَ إلى الجَبَلِ).
(قالَ الأَصْمعيُّ: يقالُ ذلكَ في رَمْي الرَّجُل صاحِبَه بالمُعْضلاتِ. وقالَ أَبو عبيدَةَ: هي قطْعَةٌ مِن الجبلِ يجعل إلى جانِبِها اثْنَتانِ فتكونُ القطْعَةُ متَّصِلَةٌ بالجبلِ.
قالَ خُفافُ بنُ نُدْبَة:
وإِنَّ قَصِيدَةً شَنْعَاءَ مِنِّي * إذا حَضَرَت كثالثةِ الأُثافِي
وقالَ أَبو سعيدٍ في معْنَى المَثَلِ: رماهُ بالشرِّ كُلِّه، فجعَلَه بعْدَ أُثْفِيَّة حتى إذا رُمي بالثالِثَةِ لم يترك منها غَايَة، والدَّليلُ على ذلِكَ قَوْلُ عَلْقَمة:
بل كلّ قوم وإن عزُّوا وإن كَرُمُوا * عَرِيفُهم بأَثافِي الشرِّ مَرْجوم
3- معجم الغني للدكتور عبد الغني أبو العزم
"ثَالِثَةُ الأثَافِيّ": القِطعَةُ مِنَ الجَبَلِ يُجْعَل إلَى جَانِبهَا أُثْفِيَّةٌ وَتَكُونُ هِيَ الثَّالِثَةُ.
"رَمَاهُ بثَالِثَةِ الأثَافِيّ": بِالشَّرِّ وَالْمُصِيبَةِ العَظِيَمَةِ.
وَلِي جَسَدٌ كَوَاحِدَةِ الْمَثَانِي* لَهُ كَبِدٌ كَثَالِثَةِ الأثَافِيِّ