(في ثوْرةُ الغَضَبِ)
يا مصر يا أنقى الظباء
(شعر: محمد محمود مرسي)(كتبت في الأيام الأولي للثورة، قبل التنحّي)
قومُوا وثُوروا أُمَّةَ الغَضَبِ وَلَّى أوانُ الزَّيْفِ والخُطَبِ مُومْياءُ فِرْعَوْنَ انْكَفَتْ تهْوي بِسِلاحِهِ الـمُتَعَفِّنِ العَطِبِ فِي غمْضةٍ مِنْ عَيْنِ أيُّوبٍ ضَاقَتْ بصَبْرٍ غالَ في الحِقَبِ وَلَّتْ عُصورُ الذُّلِّ وَالنُّقْمَى والقَهْرِ والتوْريثِ والرَّهَبِ أشْجَارُ (تونِسَ) حينما اجْتُـثَّتْ مَدَّتْ شَظَى الأحْرارِ بالحَطَبِ في كُلِّ مِصْرٍ ألْهَمَتْ جِذْعًا قَدْ ناءَ بالإعْياءِ والنَّصَبِ فِيضوا وثوروا مَوْجةً كُبْرَى تَطْوِي قُصورَ الْفاسِدِ الْـخَرِبِ مَنْ شَيَّدَ الأطْلالَ مِنْ رمْلٍ فالموْجُ مُغْرِقُها بِلا خُشُبِ مَنْ لوَّثَ الأشْرافَ خانَهمُ بعِصابَةِ التَّطْبيعِ والعُصَبِ يَرْمَى البَغِيُّ حَبائِلًا تَسْعَى بالسَّطْوِ والتَّرْهِيبِ والشَّغَبِ لَكِنَّها مَرْدُودَةُ الأفْعَى صَرْعَى عُرَى الدَّجَّالِ فارْتَقِبِ فِتَنُ النِّظامِ رَقيعَةٌ حُبْلَى بالسُّمِّ والتشْوِيهِ للنُّخَبِ لَنْ تعْصِبَ الأحْرارَ في عُصَبٍ ياعاصِرَ الأعْصابِ فاكْتَـئِبِ
ما ضاعَ حَقٌ دِرْعُهُ شعْبٌ مُسْتأسِدٌ بالرُّوحِ والطَّلَبِ قومُوا وذُودُوا عَنْ كرامَتِكُم كَيْ تَسْقُطَ النَّجْمَاتُ كالشُّهُبِ عَنْ كِبْرِ أكْتافٍ توَلَّتْـنا جارَتْ عَلَى الثَّقَليْنِ بالرُّتَبِ بَعْضُ النُّجومِ تَخالُها ذَهَبًا -وهْيَ النَّحاسُ- بومْضَةِ الكَذِبِ كُلُّ الميادينِ الّتي غَصَّتْ بالحقِّ غَصَّتْ حَلْقَ مُغْتَصِبِ والنِّيلُ يـَجْرِي في شوارِعِها بِنِدا جُموعٍ ماجَتِ: "انْتَصِبي" وتصاعدت في الأرضِ أَصْواتٌ للحقِّ لَـمْ للزُّورِ تنتخِبِ وَجَرَى اقتراعٌ نابِغُ الْمَعْنَى يُفْنِـي وِصايةَ كلَّ مُكْتَسِبِ يا مِصْرُ عُذْرًا ضَلَّ جَهْلُهُمُ كَيْفَ الوِصايةُ إنْ لها تَـهَبي؟! مَيْدانُ تَحريرِ الرُّؤَى يزْهُو بِشَبابِكِ الْـمَجْدولِ كالشُّعَبِ! مِنْ كلِّ نَبْتٍ رائِعٍ زَهْرٌ مُتَبَتِّلٌ بالفَخْرِ وَالنَّسَبِ إنْ ما يَـمَسَّ بَهاءَهُ طَمَعٌ أوْدَى بِناجِذِ أيِّ مُرْتَكِبِ هَلْ ذاكَ داعِي الحجِّ أمْ يَوْمٌ للحَشْرِ يُحْصِي كُلَّ مُسْتَلَبِ؟! لِلأُفْقِ آلافٌ مُؤَلَّفَةٌ بالقلْبِ قبْلَ العَدِّ والقَصَبِ في كُلِّ عَزْفٍ مِنْ حَناجِرِها تشْدو بِما للكِبْرِ لَـمْ يَطِبِ نادَتْ علَى الطاغوتِ هيّا ارْحَلْ عنْ ناظِرِ الأمْصارِ ذِي وَغِبِ نِلْتَ السَّماحَ بفِطْرةِ السَّمْحَى بالرَّغْمِ مِنْ قَتْلٍ ومِنْ لَهَبِ لوْ كُنْتَ في قُطْرٍ عَدَا بَلَدي لَشُنِقْتَ فِي الميدانِ بالطُّـنُبِ فَحِصارُ شَعْبِكَ ليْسَ مُحْدَثَةً يا مَنْ تُحاصِرُ غَزَّةً، فَخِبِ
يا مِصْرُ يا أنْقَى الظِّباءِ دمًا ما أرْوعَ التَّاريخَ إنْ تَثِبي تَتَجاوَزينَ القَيْدَ تنْـتفِضيــ ــنَ عَلَى سِياجِ الأسْرِ واللَّهَبِ وَتُـكَرِّرينَ عُبورَكِ الأسْـمَى عَبْرَ القَنالِ الـحُرِّ للوَجَبِ آهاتُكِ المكْبوتَةُ انْبَـثَّتْ مِنْ باطِنِ الأقمارِ لِلْحُجُبِ وجِراحُكِ النَّجْلاءُ تَذْكارٌ قد رصَّعَ العُشَّاقَ بالذَّهَبِ إنَّا نَدِينُ برُوحِنا الـ"مُدَّتْ" بالرُّوحِ مِنْ شُهَدائِكِ النُجُبِ هَدْىُ الشهيدِ لرَبِّهِ يَرْقَى وَمَدَى هُدَى العَيْنَيْنِ لَمْ يَغِب والكَوْنُ حَيٌّ ما حَيِــيتُمْ يا ثُوَّارَها بالبَذْلِ كالسُّحُبِ تَـهَبُ الحياةَ وَلا تَـمَنُّ فَلا يَسْتَنْكِفِ الْمِعْطاءُ عَنْ سَغِبِ يا مِصْرُ يا مَنْ كُرِّمَتْ خَمْسًا بالذِّكْرِ في القُرْآنِ والكُتُبِ يحْميكِ ربِّي رابِطِي صَبْرًا في لُجَّةِ الأوْجاعِ واحْتَسِبي يا قَلْبَ قَهْرِ العالَمِ الـمُضْنَى مَعْصومَةٌ مِنْ كُلِّ مُغْتَصِبِ
وطني الأَسِيرُ الـ.."كبَّلُوا" يأسًا إصْرارُك الْـهَدَّارُ في النُوَبِ باعوك في سوقِ النخاسةِ أنْــ تَ الحرُّ يامَنْ لِلدُّنا تَـجْبي فَبِكَ انتهَاءُ الكِبْرِ لِلْمَنْفَى وبك ازْدِهاءُ الرُّوحِ بالغَلَبِ نُظُمُ الجَبابِرةِ الأُلَى انْــسَحَقتْ فاليَوْمَ لا مَلِكٌ عَلَى العَرَبِ الْمُلْكُ للمَوْلَى يُوَلِّيهُ أنَّى يشاءُ لِوِحْدَةِ السَّبَبِ أَشُعوبُنا العرَبِيَّةُ الْتَئِموا وامْـحُوْا حُدودَ الفَصْلِ والعَتَبِ وعَلَى الكِفاحِ تَلاحَمُوا جَسَدًا يَصِلُ (الرِّباطَ) بِـمُنْتهى (حَلَبِ) إنْ ما شَكَا مِنْ بُؤْسِهِ عُضْوٌ حِمَمًا تَدَعَّى سائِرُ العَصَبِ تُقْصِي الشُّعوبُ الْحُكْمَ، لاتُقْصَي فَاصْبوْا إلَى الأقْدارِ تَسْتَجِبِ وطني تَلِيدٌ شَمْسُهُ دَوْمًا في بؤْرةِ الإعْجَازِ والعَجَبِ!
30 يناير 2011
يشرفنى نقدكم