على المناضل السياسي العربي أن يكون مدركا تمام الإدراك سقف نضاله السياسي. وأما الكاتب في السياسة فعليه أن يتبين الخطوط الحمراء في الكتابة السياسية العربية. وأما فقهاء القانون فهم معنيون قبل غيرهم بمعرفة مجال الاجتهاد السياسي وحدوده حتى لا يحلقوا في آفاق خارجة عن القانون، وعن اللباقة السياسية وهم يُنَظِّرون لدولة الحق والقانون، وينحتون مفاهيم جديدة للحرية والكرامة وحقوق الإنسان.
وَلِتيسير عمل هؤلاء المحترفين للسياسة، وللهواة أيضا، يضع النظام العربي مُؤَلَّفه الجديد "المعجم السياسي العربي" رهن إشارتهم، ليُسهِم الجميع في حراسة النظام العربي، والحفاظ على أمنه واستقراره ورسوخ تقاليده في تدبير شؤون الرعية، والله من وراء القصد.
عنوان الكتاب: المعجم السياسي العربي
المؤلف: النظام العربي
دار النشر: البيت الأبيض
التاريخ: الزمن الأمريكي
وسنكتفي بعرض بعض المصطلحات من المعجم السياسي العربي لتقريب المهتمين والقراء الكرام من هذا الإنجاز العلمي العظيم:
• الحفاظ على النظام العام: خضوع الشعب وخنوعه.
• استرجاع هيبة الدولة: أحكام عُرفية، وحالة استثناء غير محددة الأجل.
• انتقاد أداء الحكومة: إثارة للشغب والفتن.
• انتقاد الحاكم: انتهاك مقدسات البلد وحرماته.
• حزب سياسي: تجمع بشري وظيفته إضفاء الشرعية على النظام العربي.
• البرلمان: مسرح تُعرَض فيه اللعبة الديموقراطية.
• الانتخاب: مشاركة شعبية لتحقيق النسبة المائوية العربية: التسعات الأربع.
• الدعوة إلى تظاهرات سلمية: تحريض على العنف.
• مهرجان خطابي: غوغائية وتهييج للجماهير.
• كل ما من شأنه: مصطلح لا تفسره إلا الجهات المختصة.
وأما مصطلحات السياسة الخارجية فكثيرة، نذكر منها:
قضية فلسطين: قضية الفلسطينيين، وهم وحدهم يقررون مصيرهم، ويتدبَّرون أمرَهم، ولا حق لأحد في التدخل في شؤونهم.
نُصْرَة القضية: سلوك عاطفي حماسي.
مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية: تغييب للعقلانية والواقعية والمنطق، ومحاربة الاقتصاد الوطني.
الدعوة إلى الجهاد: تعريض النفس للتهلكة، وتجاهل لميزان القوى العالمي، واستراتيجية الصراع الحضاري.
عزل الكيان الصهيوني ومقاطعته الشاملة: مخالَفة لمكارم الأخلاق، وحسن الجوار وروح التسامح والتعايش، وتَنكُّر لدعوة الإسلام إلى مجادلة أهل الكتاب بالحسنى.
المتطوعون العرب: مُغرَّرٌ بهم، تأخذهم الحماسة والتهور.
الاستشهاديون: إرهابيون، انتحاريون، يائسون، عدوانيون.
هذه إطلالة سريعة على بعض محتويات ذلكم السِّفر العظيم، وهي غير كافية لطالب التبحر والتدقيق، والوقوف على أصول العلم على النحو الذي سطَّرَها عليه أهل الرأي والحَصافة، كما شهدت لهم بذلك مدرسة البيت الأبيض، ولا نُزَكّْي عليها أحدا.