تَبَـرَّمْـتَ بالعـيـشِ خــوفَ الفـنـاء ولـو دُمْـتَ حيَّـا سَئمـتَ الخـلـودْ وَعِشْتَ على الأرضِ مثل الجبال جــلــيـــلاً، غــريــبـــاً، وَحـــيــــد فَلَمْ تَرتشـفْ مـن رُضـابِ الحيـاة ولم تصطبـحْ مـنْ رحيـقِ الوُجـود ولــم تــدرِ مــا فتـنـة ُ الكـائـنـاتِ ومــا سـحْـرُ ذاكَ الربـيـعِ الـوَلـيـد وما نشـوة ُ الحـبّ عنـدَ المحـبِّ وما صرخة ُ القلـبِ عنـدَ الصّـدودْ ولــم تفتـكـرْ بالـغـدِ المسـتـرابِ ولــم تحتـفـل بـالـمـرامِ البـعـيـدْ ومـــاذا يُـرجِّــي ربـيــبُ الـخـلـودِ من الكون-وهو المقيمُ العهيد-؟ ومــــاذا يــــودُّ ومـــــاذا يــخـــافُ من الكونِ-وهو المقيـمُ الأبيـد-؟ تـأمَّــلْ..، فـــإنّ نِـظــامَ الـحـيـاة ِ نـظــامُ، دقـيــقٌ، بـديــعٌ، فــريــد فـمـا حـبَّـبَ العـيـشَ إلاّ الـفـنـاءُ ولا زانَـــهُ غـيــرُ خـــوْفِ الـلـحُـود ولــولا شـقــاءُ الـحـيـاة ِ الألـيــمِ لما أدركَ النَّاسُ معنـى السُّعـودْ ومـن لـم يرُعْـه قطـوبُ الديَاجيـرِ لَـــمْ يغـتـبـطْ بالـصّـبـاح الـجـديـدْ