|
يَصُبُّ المَاءَ صَفْوًا وَهْوَ صَادِ |
وَيُطْعِمُ طَاوِيًا مِنْ خَيرِ زَادِ |
وَيَضْحَكُ وَهْوَ يَبْكِي غَيرَ شَاكٍ |
وَيَعْزِفُ وَهْوَ يَنْزِفُ فِي الفُؤَادِ |
وَيُلْقِي الدَّهْرُ فِيهِ بُذُورَ حُبٍّ |
فَيَغْرِسُهَا وَيَزْهَدُ فِي الحَصَادِ |
أَلا إِنَّ الشَّقَاءَ إِلى فَنَاءٍ |
وَبَهْرَجَ مَا يَسُرُّ إِلَى نَفَادِ |
هِيَ الأَيَّامُ تَسْعَدُ فِي نَهَارٍ |
وَتَنْكَدُ فِي لَيَالِيهَا الشِّدَادِ |
تَسِيرُ بِهِ عَلَى الدِّيبَاجِ حِينًا |
وَحِينًا فَوقَ حَشْرَجَةِ القَتَادِ |
وَمَنْ عَرِفَ المَعِيَّةَ طَابَ نَفْسًا |
وَأَنْصَفَ مَنْ يَوَدُّ وَمَنْ يُعَادِي |
وَلَمْ يَرْتَعْ بِنَشْوَى ذَاتَ نَجْدٍ |
وَلَمْ يَجْزَعْ بِبَلْوَى ذَاتَ وَادِ |
لَكَمْ هَجَمَ الجَرَادُ سُمُوقَ نَخْلٍ |
فَأَشْبَعَ عِذْقُهُ نَهَمَ الجَرَادِ |
وَكَمْ دَهَمَ السَّوَادُ بَيَاضَ فُلٍّ |
فَعَبَّقَ قَلْبَهُ رَغْمَ السَّوَادِ |
وَمَا اتَّخَذَ التَّذَرُّعَ سَرْجَ عَجْزٍ |
وَلا انْتَبَذَ التَّوَرُّعَ نَهْجَ حَادِ |
وَهَلْ عَرِفَ الزَّمَانُ الشَّمْسَ إِلا |
حَيَاةً لِلبِلادِ وَلِلعِبَادِ |
إِذَا أَفَلَتْ تَأَسَّفَ ذُو رَشَادٍ |
وَإِنْ سَطَعَتْ تَأَفَّفَ ذُو وِسَادِ |
وَمَهْمَا تَلْحَنِ الأَحْقَادُ فِيهَا |
تَشِعُّ سَنَا هُنَالِكَ فِي اتِّقَادِ |
أَمَا اتَّعَظَ المُجَدِّفُ بِاللَيَالِي |
فَمَا يَنْفَكُّ فِي سُبُلِ الفَسَادِ |
كَأَنَّ سَفِينَةَ الخَتَلِ اسْتَقَرَّتْ |
عَلَى الجُودِيِّ تَحْمِلُ كُلَّ عَادِ |
تَأَبَّطَ شَرَّهُ فِيهَا حَسُودٌ |
يَرَى طَعْنَ الجَلِيلِ وَذِي المَبَادِي |
وَمَفْتُونٌ وَمَوتُورٌ وَغِرٌّ |
وَذُو نَقَدٍ يَلِجُّ وَذُو انْقِيَادِ |
فَكَيفَ يَكُونُ لِلإِنْسَانِ قَدْرٌ |
إِذَا اجْتَرَأَ الضَّلالُ عَلَى الرَّشَادِ |
وَكَيفَ يَكُونُ لِلأَوْطَانِ فَجْرٌ |
إِذَا اجْتَزَأَ الصَّوَابَ فِي الاعْتِقَادِ |
لَقْدْ أَلْهَبْتُ ظَهْرَ العَزْمِ حَتَّى |
يَكَادُ يَكِلُّ عَنْ أَرَبِي جَوَادِي |
فَدَعْنِي يَا حَسُودُ عَلَى سَبِيلِي |
أُنَادِي وَالكِرَامُ مَعِي تُنَادِي |
وَطِرْ بِي يَا فُؤَادُ إِلَى سَمَاءٍ |
تُطِلُّ مِن الوَفَاءِ عَلَى الودَادِ |
يُزَيِّنُ وَجْهَهَا المُمْتَدَّ بَدْرٌ |
مُنِيرٌ فِي الرُّقَادِ وَفِي السُّهَادِ |
إِذَا اشْتَدَّ الزَّمَانُ دُجَى تَجَلَّى |
وَإِنْ غَدَرَ الأَمَانُ أَخًا يُفَادِ |
وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ عَلَيكَ جُودًا |
مَتَى بَخِلَتْ عَلَى الجُودِ الأَيَادِي |
ظَفِرْتُ بِوُدِّهِ فَالكَونُ رَحْبٌ |
وَفُزْتُ بِقُرْبِهِ فَالدَّرْبُ هَادِ |
كَأَنَّ عَلَى التَّرَفُّعِ كَانَ مَعْنَى |
وَلِلزَّيتُونِ كَانَ سَنَا الوِقَادِ |
أَخُو شُهُبٍ يُحَلِّقُ فِي مَدَارٍ |
وَذُو أَدَبٍ يَسِيرُ عَلَى سَدَادِ |
سَعَى بِالحَوزَتَينِ يِرُدُّ جَورًا |
كَأَنْبَلِ مَا يَكُونُ مِنَ الذِّيَادِ |
بِشِعْرٍ جَاوَزَ الإِبْدَاعَ حَدَّا |
بِهِ طَرَبًا تَرَنَّمَ كُلُّ شَادِ |
إِذَا خَطَبَ المَطَالِعَ ذُبْنَ شَوقًا |
وَإِنْ حَلَبَ الحُرُوفَ فَفِي ازْدِيَادِ |
وَكُلُّ قَصِيدَةٍ عَذْرَاءَ تُرْجَى |
لَهَا خَاضَ البُحُورَ كَسِنْدِبَادِ |
وَفِكْرٍ فَاقَ لُقْمَانَ اقْتِبَاسًا |
بِمَأْثَرَةٍ ، وَأَشْجَعُ مِنْ زِيَادِ |
لَهُ القَدَحُ المُعَلَّى فِي احْتِرَامٍ |
وَجُذْوَةُ رِفْعَةٍ فِي كُلِّ نَادِ |
فَسِيَّانَ التَّزَلُّفُ وَالتَّجَافِي |
وَشَتَّانَ التَّلَطُّفُ وَالتَّمَادِي |
رَعَاكَ اللهُ يَا بنَ القُدْسِ إِنِّي |
بِأَكْثَر مَا تُعَدِّدُ ذُو اعْتِدَادِ |
وَلَكِنْ فُقْتَ فِي سَبْقٍ وَصِدْقٍ |
وَزِدْتَ فَكُنْتَ أَجْوَدَ مِنْ جَوَادِ |
أَمِيرَ النُّبْلِ هَلْ فِي المَدْحِ فَضْلٌ |
أَجُودُ بِهِ وَأَمْحَضُكَ التَّهَادِي |
لَقَدْ أَتْرَعْتَ كَأْسَ المَدْحِ حَتَّى |
لَقْدَ جَفَّ اليَرَاعُ مِنَ المِدَادِ |
فَخُذْ مِنِّي المَحَبَّةَ بَعْضَ شُكْرٍ |
وَحَرْفًا مِنْ سَنَاكَ بِالاجْتِهَادِ |
أَمِيرَ النُّبْلِ لا تَأْسَفْ عَلَيهِمْ |
وَقَدْ قُدَّتْ قُلُوبٌ مِنْ جَمَادِ |
لِئنْ كَفَرَ الحَسُودُ صَحِيحَ وُدٍّ |
فَإِنَّ الكُفْرَ مِنْ رُتَبِ العِنَادِ |
وَدَعْ مَا كَانَ مِنْ خَوضٍ وَكَيدٍ |
وَذِعْ مَا صَارَ مِنْ خَافٍ وَبَادِ |
فَإِنَّكَ مِثْلُ صَالِحَ فِي ثَمُودٍ |
وَإِنِّي مِثْلُ هُودٍ عِنْدَ عَادِ |