الحرفوش ، والسلطان ،ودروس محو الأمية
أولا : أشكرك أن سمحت لي أجهزتك الأمنية بالوقوف بين يديك .
ثانيا : اسمح لي يا سيدي ببعض الأسئلة ، واترك لي مساحة من الوقت قبل أن تقطع رقبتي .
1- هل تظن أن الشعوب تنام ؟ أم تظن أن الناس هواء لا وجود لهم؟
2- من أين لك هذه الثروات الفاحشة؟ وأنت عاطل لا تعمل ؟ ولماذا لم يرق قلبك لصرخات الجوعى؟
3- جهاز أمنك ضد من ؟ هل تخشى ناسك وأهلك ؟ أم تنطبق عليك الحكمة القائلة يكاد المريب يقول خذوني ؟).
4- لماذا تصطف دائما إلى جانب البطجية والسماسرة واللصوص وتدافع عنهم ، ولا تجمع حولك إلا كل فاسد ومنافق؟ هل أنت لص بالفطرة؟
5- لماذا تتهم كل فرد يشعر بالجوع أنه متآمر و جاسوس ؟ ومندس؟ ومن فئة ضالة؟
6- لماذا تشعر أن كلمة الحق مرة؟ هل تشعر أنك مرجع الحق والباطل وأنك لا تخطئ؟
7- هل فكرت في الموت الذي تذيقه للناس صباح مساء ؟ وأنك ملاقيه يوما ما؟ أم تشعر أنك خالد لا تموت؟
8- ألم تقرأ كتابا أو قصة في طفولتك عن ظالم طغى فسقط ومظلوم ثار بعد صبر فانتصر؟ أم أن معلمك في زمن المدرسة كان غائبا عن حصص الدرس؟
9- وهل ما زلت تحفظ نصيحة أمك وهي تودعك إلى درسك الصباحي؟
10- وهل كنت تداوم على دروس مدرستك أم كنت تهرب خارجها ؟ وماذا كنت تفعل في شوارع مدينتك أو قريتك حتى موعد رجوع التلاميذ؟
11- أين كنت طوال هذه السنوات ؟ ماذا كنت تفعل في قصرك ؟ ولماذا تصحو فجأة أمام ثورة شعبك ، وتفتح جيوبك وترمي عليهم بالمال والوظائف والرعاية الصحية والاجتماعية ، وووووو، هكذا ، أكنت نائما أم مالذي تغير فيك؟ وهل تظن أن صوت الحرية يمكن أن يسكته رغيف خبز؟
12- لماذا تقتل بدم بارد ثم تعتذر وتشكل لجان تحقيق ، وتعاقب مسؤولين وفق محاكمات صورية ؟ بمن تستهزئ وبمن تستخف؟ وهل يفلت منك سلاح واحد ليضرب دون إذنك ؟ وهل ترضى قتل ولد مدلل من أبنائك؟
13- لماذا تكذب ثم تصدق نفسك ؟ إذ تطلق أبواق إعلامك من الأغبياء والجهلة ، وتريدنا أن نصدقك ، وفي يدك كل مقادير الدولة ، والأمن والجيش والمخابرات ، ويمكنك أن تقول الصدق ولا نخشى أحدا؟ هل تعشق الكذب؟
14- هل تنام وأنت راض عن نفسك ، أم تنهشك الكوابيس ليلا والأوهام نهارا؟
15- وأنت تتناول فاخر طعامك ، والخدم من حولك يحولون أحلامك إلى واقع، هل فكرت أن هناك، خلف أسوار قصرك ،لا أقول إنسان ، بل قطة تموء جوعا وتأكل صغارها؟
16- هل تنزل إلى شوارع وأزقة وحارات بلدك ، وهل رأيت عيون الناس ، وأفراحهم وأحزانهم ،و هل تحزن أنت يا صاحب السعادة مثلنا؟
17- ألم تحلم يوما ما بشيء تحبه ، أو أمل ترجوه ، أو أن أن تشتري بذة أو رداءا ، وتشتهي طعاما ، ولم تحصل عليه لضيق ذات اليد؟
18- ماذا تظن أنك فاعل بكل هذه الأموال التي لو رآها قارون ، لأغمي عليه لشعوره بالفقر أمامك؟
19- ألم تشعر أنك كما تحب ولدك ، فالناس يحبون أبناءهم أيضا ، ويخافون على مستقبلهم ؟ فلماذا لونت أحلامهم بالسواد والإحباط والحقد ؟
20- لماذا تتفق مصالحك مع مصالح أعداء وطنك ، وأنت تصرخ في وسائل إعلامك بالوطنية ، وبطولتك في مواجهة مؤامرات الأعداء ؟
عزيزي الحاكم لا بأس ، لا ترد ولا تتعصب لرأيك ولا تغضب ولا ترسلني إلى حيث تأكلني كلاب زبانيتك ، أنت يا سيد نفسك جاهل ، والله جاهل وكم أشعر بالشفقة عليك ، و تحتاج حتما إلى دروس لمحو أميتك .لا تمتعض ، ولا تغمز لرئيس عسسك أن يلقى القبض على حرفوش مثلي ، خانه عقله ، وخذلته حكمته ، ورأي في نفسه شجاعة وهمية أن يسألك ، فدعني أتورط أكثر وأفصح لك عما تحتاج إليه :
• الناس هم رصيدك والبسطاء سندك فخاطبهم واشعر بشعورهم ، ولتلق يعصا شرطتك جانبا ، وكلاب حراستك بعيدا. فجهاز أمنك هو خوفك وبطانة السوء هم عدوك ، فبطانتك هم هامانك فلا تنخدع وتصبح فرعونا فتغرق.
• لحم الناس ودماءهم وأعراضهم حرم لا يجب أن تتخطاه فأنت حارس عليه ، وهل ترضى لأحد أن يفعل بك ما تفعل برعيتك؟
• أنصحك بالقراءة ، نعم أن تقرأ حقيقة وفعلا وتجعل في ساعات يومك حظا لذلك ونصيبا أن تجلس مع من يمكنه أن يمحو أميتك في كل مجال : في تاريخ أمتك ، ونفوس رعيتك ، وتجارب الأمم ، وإبداع الأدباء والشعراء لعل قلبك يرق وتذوب صخور فكرك ، ويرقى ويتسع مجال الفكر في عقلك.
• عليك أن تدرك أنك لست ضامنا لرزقك ولا أمنك ولا صحتك ولا مرضك ولا حياتك ولا موتك ، فكيف تشعر أنك الضامن الوحيد لكل هذا إزاء شعبك؟ فكر في ما لو حصر بولك وأنت في اجتماع قومي طاريء ولم تساعدك شيخوختك على إمساك ما تيسر وبلل ملابسك الفاخرة ، لحظتها ،ستدرك كم هو ضعيف هذا الإنسان.
لست قدرا مقدورا ، فإن قال لك شعبك أنا في غنى عن خدماتك فاستجب ، فالخادم لا يحكم سيده.
• تعلم كيف لا تكذب ، عيب عليك أن تفعل هذا ونحن نضع في مناهجنا الدراسية ( الكذاب بيروح النار).
• يا سيدي أنت مسكين ، كم أنا مشفق عليك.
• فكر في ربك وموتك وحسابك. ربما !!!!
!!!!!