|
صَنْعَاءُ مِثْلُكِ فِي اللّظَى بَنِغَازي |
طَاغٍ هُنَاكَ وَفِيكِ وَحْشٌ غَازٍ |
جَمَعَ الغَبَاوَةَ وَالقَسَاوَةَ إنَّهُ |
قَدْ عَاشَ أحْقابًا بلا إنْجَازِ |
عَيُّ اللِّسانِ وَفي الحَدِيثِ تَظُنُّهُ |
مِنْ جَهْلِهِ لُغْزًا مِنَ الألْغَازِ |
نَسِيَتْهُ أزْهارُ الفَصَاحَةِ مِثْلَما |
هَجَرَتْهُ كُلُّ روائحِ الإعْجَازِ |
لا لَيْسَ مِنْ هَذا التُّرَابِ وَلا لَهُ |
أَصْلٌ كَشَوْكٍ قَامَ فِي الأَحْرَازِ |
فِي عَهْدِهِ المَشْؤُومِ وَلـَّى سَعْدُهُ الـ |
يَمَنُ السَّعِيدُ وَبَاتَ كَالأَعْجَازِ |
يَا لَهْفَ حِمْيَرَ أَنْ يَكُوُنَ مَلِيكُهَا |
كَالشَّاةِ عَرْجا دُونَما مَعّاز |
لا مَا يَلِيقُ بِأَنْ يَقُودَ ذُبَابَةً |
وَلِمِثْلِهِ إنَّ الذُّبَابَ مُوَازٍ |
صَنْعَاءُ يَا مَهْدَ الحَضَارَةِ أَيْنَهَا |
أَيْنَ الإِمَامُ وَأَيْنَ طِبُّ الرَّازِي |
قَزَمُ العُرُوبَةِ يَا عَلِيُّ وَكُنْتَ فِي |
مَعْزُوفَةِ التَّارِيخِ صَوْتَ نَشَازٍ |
النَّاسُ يَزْدَادُونَ فِي أَمْجَادِهِمْ |
وَبِفَضْلِ جَهْلِكَ زِدْتَ فَيضَ مَخَازٍ |
يَا أَيُّهَا الصُّعْلوُكُ وَجْهُكَ مُقْفِرٌ |
بُعْدًا لَهُ وَلِمَشْيِكَ النَّهَّازِ |
مَا كُنْتَ يَوْمًا لاسْمِ جَدِّكَ حَافِظًا |
كَيْفَ الصَّلاحُ لِحَامِلِ الأَنْبَازِ |
سَبَأُ الحَضَارَةِ قَدْ عَبَثْتَ بِعِزِّهَا |
وَهَدَمْتَ مَأْرِبَ دونَ حفظِ مَغَازِي |
يَا أَخْرَقَ العُرْبَانِ مَسْخَ زَمَانِهِ |
أَظَنَنْتَ خُلْدًا بِئْسَ ظَنُّ الحَازي |
وَاجْتَزْتَ دَرْبَ الضّيْمِ كُنْتَ تَظُنُّهُ |
دَرْبَ النَّجَاةِ فَمَادَ بِالمُجْتَازِ |
هَاؤُمْ فِئَامُ السُّوءِ حَوْلَكَ آثَرُوا |
دُنْيَا الغَرُورِ وَحُجَّةَ الغَمَّازِ |
هُمْ قِلَّةٌ فِي شَعْبِ مَجْدٍ شَامِخٍ |
أَكْرِمْ بِأَهْلِ الفَخْرِ وَالإعْزَازِ |
قَوْمٌ نُجُومٌ يَرْفُلُونَ بِعِلْمِهِمْ |
هذا لَعَمْرِي قدْ أتى بِحِزَازي |
أَفَأَنْتَ تَمْلِكُهُمْ وَأَنْتَ صَغِيرُهُمْ |
بِالجَّهْلِ تَرْفُلُ فِي لِبَاسٍ هَازٍ |
هذا ابْنُ عَدْنٍ مِثْلُ صَقْرٍ غَاضِبٍ |
وابنُ الحَديدَةِ مِثْلُ طَيْرِ البَازِ |
مِنْ سَاحَةِ التَّغْيير هَبَّتْ رِيحُهُمْ |
فارْحلْ بَعِيدًا لُذْ بِأَيِّ مَفَازِ |