لأجل العراق
" على خشبة المسرح يظهر أطفال ، يمارسون ألعابا غير عادية ، يتكلمون كلام الحرب ويرقصون على تعابير الحرب ، أطفال ليسوا كالأطفال ، إنهم أطفال العراق "
أحمد : "يمزح " انفجار في بغداد ، انفجار جنوب بغداد، إنفجارات على الحدود السورية . وأين سنلعب نحن ؟.
خالد : سنلعب وسط الإنفجارات ، تحت الدبابات الأمريكية وسط الرصاص ، لا يهم .
سكينة : أنا خائفة ، رأيتهم يعدمون واحدا بالرصاص أمام الجميع ،...
عادل : فقط هدا مار أيته ؟ وترتعدين ؟
فاطمة : وهل هناك أبشع من القتل كي تراه ؟
وفاء : نعم هناك ، هناك ماهو أبشع من القتل والقتل والقتل ...
خالد : كفى ، كفى ، كفى .لا أريد سماع أكثر من هدا ...
أحمد : ما رأيكم أن نرقص رقصة القتيل ؟
وفاء : نعم أنا أجيدها ، " ترقص " أرقص أرقص ، أُرقص كالطير المذبوح ، أرقص كالقلب المجروح ، أرقص ، أرقص أرقص ....
خالد : كفــــى ... هل تمزحون أم أصبتم بالجنوب ، كيف نرقص ؟
فاطمة : نرقص ؟ هكذا وهكذا وهكذا ...
خالد : أنرقص أمام كل هده العواصف من القنابل والرصاص والصواريخ .؟
سكينة : مار أيك يا خالد أن نلبس السواد وننتحب كما تفعل النساء في غابر العصور .
"يرقصون على إيقاعات موسيقية دون غناء "
عادل : لن نكتفي بالرقص ، بل سنمثل ،
وفاء : ونغنى ونهتف باسم المجد باسم القوة باسم التاريخ باسم العراق ؟
الجميع : العراق . العراق ، العراق ،...
خالد:كفــــــــــــــــــ ،صراخكم يوقظ الموتى من قبورهم ، وسيسبب لنا مشكلة ما ، سيهاجمنا الجنود بدعوى التظاهر.
وفاء : " تضحك " التظاهر ، أضحكتني ....
أحمد : أما الأولى فدلك ما أشتهيه كم أتمنى أن يقوم كل محبي العراق في كل القرون ليروا العراق الجديد .
عادل : عراق بنكهة أمريكية .
فاطمة : عراق ...
أحمد : عراق ...
وفاء : عراق ...
سكينة : عراق ، عراق ، عراق أين أنت أيها السياب ، يامن ناديت في كل أشعارك ، عراق ، عراق عراق .
خالد : كفــــــــــــــــــى، كفى صراخا وتعالوا نلعب لعبة هادئة ، لعبة الاختفاء مثلا أو لعبة النعامة . فهده ألاعيب الكبار .
وفاء : وهل يموت الكبار وحدهم ؟
سكينة : صراخ من يُسمع في المستشفيات وفي الشوارع والسيارات .
خالد : صراخ القنابل .
أحمد : بل صراخنا أيها الغبي .
عادل : بل هو صراخ الدم الطاهر يسقي عراق عراق عراق .
وفاء : يا أبا الطيب ، يا من كنت تبحث عن المجد والثراء تعال لترى حبيبتك الزوراء .
سكينة : ألم يقل أبو الطيب في طفولته : إني و إن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تأتي به الأوائل .
مشهد المتنبي
"بينما الأطفال يمارسون لعبتهم يراقبون بخوف شديد خروج شخص من الفراغ ، يرتدي لباسا عربيا يعود للعصور الوسطى ، يحومون حوله بخوف شديد وحذر وشيء من الشجاعة ."
أبو الطيب : لا شك أنكم أبناء العراق الجديد .ملامحكم تقول هدا .
أحمد : من أنت ياهدا ومن أين أتيت .
فاطمة : ابتعدوا عنه قد يكون شيطانا .
سكينة : أو قد يكون ملاكا .
خالد : أنا أعرفه جيدا إنها صفاته و هدا وقته .
فاطمة : من هو إدا وكيف عرفته ؟
وفاء : عمن تتحدث وما بك مشدوه هكذا تكلم ؟
خالد : إنه ...إنه ....
أحمد : إنه من أيها الغبي ..؟
عادل : أتريد أن تقول أنه المهدي المنتظر ...
خالد : أجل أجل إنه هو نفسه.
" يتضاحكون إلى درجة السقوط أرضا بينما يظل خالد واقفا ينظر إليه ، لكن المتنبي يصرخ .فيتوقفون فجأة عن الضحك .
المتنبي : أولم يناديني منكم أحد ، ألم تقولوا أن حبيبتي العراق تناديني .
أحمد : أأنت بدر شاكر السياب .
وفاء : تظهر عليك صفات الملوك ، هل أنت خليفة عباسي .
سكينة : ربما تكون ، هارون الرشيد .أنت أيضا تحب الرقص والغناء .أليس كذلك .
خالد : إنه هو ، إنك هو إنك المهدي المنتظر .
"يعود الأطفال إلى الضحك مرة أخرى .،لكن المتنبي يصرخ "
المتنبي : لست المهدي ، لست السياب ، لست هارون الرشيد ، لست ملاكا ولا شيطانا ولا ....
الأطفال :" بصوت مرتفع " ومن أنت إدا ؟
المتنبي : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ، وأسمعت كلماتي من به صمم.
الأطفال : أنت المتنبي ...؟
المتنبي : نعم أنا هو وقد سمعت صراخكم فلبيت النداء .
وفاء : أترى دارك هنا أيها المتنبي ، أم أن أنك سكنت كل الديار .
المتنبي : نعم سكنت كل الديار ، لكني الآن لا أرى إلا الدمار ، من فعل بحبيبتي العراق كل هدا .
سكينة : إنهم المغول يا أبا الطيب .
المتنبي : المغول التتار ؟
عادل : بل هم مغول من نوع آخر ، همجيتهم تترية ، وسلامهم عنوانه التخريب والدمار .
أحمد : لقد دنسوا المساجد والكنائس .
وفاء : لقد خربوا عنوة كل معالم الحضارة العربية .
سكينة : لقد مزقوا المصحف الشريف ، و أحرقوا المكتبات . وقتلوا الصغار .
خالد : لقد دمروا مسجد الإمام ، وقبة مسجده ومع دلك ينادونا بالسلام:
المتنبي : ياللعار ، ياللعار، وهل يصدأ السيف في غمده والأرض تستباح؟
وفاء : إلى أين ؟
المتنبي : سأقاتلهم قبل أن يأتي الصباح .
سكينة : سيتهمونك بالإرهابي .
خالد : سيسجنونك ويعذبونك .
عادل : سيكشفون عورتك للكلاب تلحسها .
المتنبي : سأقاومهم ، فلهدا أتيت .
أحمد : وما هو سلاحك يا أبا الطيب .
المتنبي : سيفي هدا .
وفاء : أترى تلك الدبابة ؟
المتنبي : نعم هده التي تشبه الوحش .مابها ؟
سكينة :إنها مقاتلة يا أبا الطيب ستسحقك ،؟
المتنبي : سترون أني من سيسحقها .تبا لها ألست القائل : الليل والبيداء تعرفني والرمح والقرطاس والقلم .
عادل : عد يا أبا الطيب سيقتلونك .
وفاء : عد يا أبا الطيب .
الجماعة : لا ااالااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااا.
فاطمة : مات الطيب أبا الطيب .
سكينة : مات مرة أخرى . قتلته نخوته وعزته ...
أحمد : ونحن أين نخوتنا . أين مجدنا .
خالد : نحن أطفال فقط .
عادل : ولمادا نموت إدا دون ذنب لو كنا أطفالا .
وفاء : سندافع بطريقتنا ...؟
أحمد : كيف ؟
وفاء : نرقص ، رغم الحصار ، نتعلم رغم الدمار، نغني فقط من أجل العراق
..................................................
" مات المتنبي من جديد ، مات من أجل تاريخه ومجده مات من أجل العراق التي أعطته كل شيء وحرمته كل شيء ، مات لأنه رفض أن يتنازل عن مجده وعفته وطموحه ، وسيظل يبعث كل يوم ليعلم لكل الأجيال شكل المقاومة ، وطريق المجد للكبار ، أما الصغار فرقصهم دليل على الاستمرارية والتحدي لأجل العراق ."
." يغنون ويرقصون للقتيل وللعراق"