يا لهذا الشاعر الذي اشتكى شعره بشعر فأجاد و أطربنا !
و هل أغرب من أن يشكو الشاعر قصيدته بقصيدة !
عبأ القصيدة عتابا و استنكارا و لكنه ما زال يحبها فهي عروس دفاتره
الله الله ما أحلى الوصف هذا :
قلمي تلظى يا عروس دفاتري=بأنين آهاتي و دمع مدادي
هل حقا إن الشعر أحيانا يأتي بما لا نريد ؟ و ينقلب علينا القلم ؟ فبدل أن نزفر الشعر و الكلمات لنرتاح يأخذنا الحرف لهمٍّ و وجع جديد ؟
و هل أصعب من أن يرى الشاعر وجعه يصير سميرا له وهو يكتب الشعر عمرا و ينادمه و بعدها ينحاز و القلم لمن ضن عليه بالمدد !
لقد كان شاعرنا فصيحا و ألقم قلمه من ثدي الفصاحة آملا بأن يرتقي لكنه انقلب عليه و انحاز للجلاد !
رغم قسوة الحال التي تصفها أستاذي الفاضل محمد إلا أنك جئت بالجمال مترجما و سفيرا حماك الله
و بعد كومة كلمات العتاب التي ظلت ملازمة القصيدة منذ بدايتها يصل في آخر بيت إلى التمني و الأمل بالعودة للصفاء و عسى أن تعود جياد الشاعر لتمرح في المروج
استحضار للعديد من الصور الجميلة جدا وجدتها في هذه القصيدة و كنت أتمنى لو أمتلك وقتا و مقدرة على الغوص إلى عمق هذه الجميلة فإنها تستحق قراءة أحلى من هذي و لكن العذر منها و من صاحبها إن قصرت...
لك و لحرفك الجميل تحياتي و تقديري أستاذي
و كن مطمئن القلب و الحرف فستظل عروس الدفاتر و القلم و الحروف جنودك الأوفياء ما دمت وفيا لهم.
فقط ليسمح لي أستاذي الفاضل بسؤال -كرما-:
فعسى نعود إلى الصفاء و نلتقي=وتعود تمرح في المروج جيادي
أ ليس هنا من حق الفعل (نعود) أن يكون منصوبا بـ أن مضمرة و كذلك الفعل (تعود) المعطوف عليه ؟