مصر ليست في محنة
كتبت هنا ولست من مناصري أي حزب ولا فئة سياسية ، كتبت هنا انتصارا للحقيقة ولمصر التي في خاطري وفي دمي ، متكئا على قراءة التاريخ ، وكتب الطغاة وسيرهم ، وانتفاضات الشعوب المتطلعة للحرية ،لم أكن قادرا على الكتابة لحظة انفجار الأمر في مصر منذ أسبوعين أو أكثر،و لقد ترددت كثيرا في الكتابة كرد فعل للأحداث ، ولكني كنت أتفرج وأشاهد وأرصد ، فاكتشفت أن الثوار هم الثوار بوجوههم البريئة وقلوبهم النقية ، والطغاة هم الطغاة بكبرهم وعنجهيتهم وإصرارهم على الباطل، والمنافقون هم المنافقون بتلاوينهم ، وألاعيبهم ، والبسطاء في حيرتهم بين بين ، والأعداء في شماتتهم وتحفزهم للانقضاض، ولكنني من خلال قراءة أولية للحدث الجلل الذي يعم أرجاء وادي النيل ومصر الكنانة يمكن أن ألخص الأمر فيما يلي :
1- لا يمكن أن ننكر أن هناك ثورة ضد ظلم طال واستقر وظن أهله أن مصر هبة لهم.
2- هناك أصوات جانبية لها مصالح وذلك أمر لا يهمنا في شئ..
3- نشهد في الساحة عجزا وارتباكا بل وغباءا في معالجة الأمر أو حتى مواجهته ، فانهار نظام أمن حديدي اكتشفنا فساده منذ زمن.
4- ليس من الواجب الآن أن نخبئ رؤسنا في الرمال متهمين أطرافا ثانوية لا دخل لها بالفساد والظلم السائد في مصر.
5- إن إلقاء التهم على الآخرين ، والتغافل عن الحقيقة أمر يلجأ فيه السارق إلى التغافل عن الحقيقة وخلط الأوراق وإشاعة الفتن بين الناس.
6- علينا أن ندرك من حكم ثلاثين عاما دون أن يفيق ويدرك مسئولياته تجاه شعبه ، وجاء الآن كي يدرك الحقيقية ، فإنه لم يدركها استجابة لشعبه ، ولكن استجابة للضغط الدولي خوفا على صورته التي انكشف زيفها أمام أصدقائه.
7- إن التذرع بمصلحة الوطن والخوف عليه ، أمر مردود عليه ، ويأتي في سياق سياسة خلط الأوراق ، إن من يتحدث عن ذلك من جماعة النظام هم آخر من يكلمنا عن الوطنية والخوف على مصر وشعب مصر.
8- إن شعب مصر ليس قاصرا ولا طفلا وتاريخ مصر لا يجب أن يلخص في مجموعة ترانا هبة لهم ، إما أن نستمر في نهب ثروتك وسفك دمك ، وإلا فأنت شعب خائن ولا تقدر جميل حكامك ، أي منطق معكوس وفتنة مغرية لاعبة على مشاعر المصريين العاطفيين.واللعب على دور الزعيم في الحرب والسلام من أجل مصر ، فإن ما أداه لمصر أمر محمود له ، ولكنه ليس منحة منه ولا هبة ولا منة ولا صدقه علينا، إنه من صميم واجبه ووظيفته التي لو لم يؤدها لحكم عليه بالخيانة العظمى ، فلا داعي للمن علينا ، ولو كان بطلا لاستمر وحرص علي خدمة شعبه وصيانة حقوقه ، وثروته ، ومحاربة من يمتصون دمه ويهدرون كرامته
9- إن القول بأبوة الحكام للمصريين ، دعوة إلى عبادة الفرعون ، وتلك ثقافة بدأت تتلاشى الآن من عقلية شباب مصر وشرفائها ، مصر ليست هبة لأحد ، فالحاكم ولي للأمر يحفظ أمن البلاد وخيرها لأهلها وليس لجيبه وجيوب من حوله.ومن كان أبا لا يسرق أبناءه ولا يقتلهم ، وعلى الأقل يسمع لهم .فإن أخذ ولايته بحقها فأهلا به وسهلا ، وإن قصر وانحرف فليحاسب.
10- مازال الكثيرون من يحيطون بالحاكم ، يرون فينا حثالات لا قيمة لها ، وعلينا أن نطأطئ الرؤس من أجل أن يزدادوا ثراءا حراما ، وفسادا في الأرض.وتلك هي فئة المنافقين وبطانة السوء,من أصحاب المصالح التي لا يهمها أمن البلاد ولا سعادة الشعب ، فلو كانوا وطنيين ، فالآن الآن وليس غدا : عليهم بضخ ربع ثرواتهم المليارية في خزينة الدولة وسنسامحهم ، وتصورورا كيف يكون حال اقتصاد مصر بعدها ، إنها ثروات مذهلة يكفي ربعها فقط لتشفى معاناة كل الناس لأجيال طويلة وتصبح مصر دولة قوية.!!!!!!!!!!!!!!!!!!
11- تعودنا دائما كمصريين ، أن لا نلوم رأس أي نظام ، محاولين أن نبعده عن بؤرة الفساد بحجة أنه لا يعلم ، وتلك عقدة نفسية مصرية ، أننا لا نريد لرمز النظام أن يكون مشوها أو ملوثا في عيوننا لذا فنحن نبرر له أخطاءه ، مع علمنا بأنه رأس الفساد ، علينا كمصريين أن نغير هذه ( الدوجما ) من عقولنا وندرك أن ما صار في مصر ويصيرالآن كان وما زال بعلم الرأس وتوجيهه ، وبقرارات منه شخصيا !!!!!!!!
12- إن التشبث بالكرسي ، لا يمكن أن يخدعنا تحت مقولة أنه يريد مصلحة مصر ، أي مصلحة تلك تريدها لنا وقد فات من عمرك الكثير وأنت تتحكم في مصائرنا ؟ونصف ما تملك أنت وأولادك يكفي لسداد ديون مصر؟!!!!!!
13- على أفراد الشعب من الفئة الصامتة ، أن تدرك أن هذا الوقت وقت المواقف الواضحة ، كي لا تفوت الفرصة التاريخية عن الصامتين والمترددين أن يقولوا كلمة الحق ، لا انتظارا لمن يسنتصر ، ولكن إيمانا بأن الحق واضح ودولة الظلم ساعة ولو دامت لزمن طويل.
14- الصبر على المكاره ، ونقص الأموال والأطعمة ومنغصات الحياة اليومية ، فتلك أمور لا يجب أن تقف أمام تاريخ يكتبه الشعب بدمائه ، تاريخ جديد يتشكل الآن بكل معالمه وآماله وآلامه ، قل كلمتك دون تردد أو خوف ، واصبر ، فإن مصر إن شاء الله لن تقع ولن تهتز . اصبروا وصابروا وكما قال صلى الله عليه وسلم في ما معناه لا تكرهوا الفتن فإنها تكشف المنافقين.ولنعلم أن الثورات ليست نزهة ولا ترفيها ، والحق لا ينتزع إلا بالتضحيات.
15- لقد كشف المخادعون والمنافقون وافتضح أمر السراق ، والمبطلين ، والمطبلين ، وفرصتنا الآن ، وإلا فلن تقوم لنا قائمة .
يا سادتي ، الأمر خرج من بوتقتنا نحن ، والتنور انفجر من حجر نيلنا نحن ، تلك هي الحقيقة ، لا الجزيرة ، ولا قطر ، ولا الجهات الأجنبية ، ولا إيران ، فلو ظللنا صامتين مذلين ، ما تقول علينا أحد ، ولو نظر إلينا أخوتنا ممن حكمونا أننا شعب واحد وأعطوا كل ذي حق حقه ، ما صار ما صار.
تخيلوا الحقائق المذهلة التي يرصدها التاريخ :
1- لم تنتهك كنيسة ولم يفجر مسجد !!!!! مع غياب الأمن!!!!!!
2- لم يحرق بيت مسيحي ولا أتلف دكان للبيع.
3- وقفة مسالمة لوورد مصر وزهورها وعقولها ، ومثقفيها ، وطبقتها المتوسطة ، وانحاز إليهم بسطاؤها من الموجوعين ، ينهار أمامهم أقوى جهاز أمني في الشرق الأوسط في ساعات!!!!
4- شعب يحفظ أمنه بيده ، وأمن يخرب أمن شعبه بيده!!!!!!
5- حاكم يرى في شعبه عبئا عليه ، و لا يسمع صرخات المعذبين ، ويرى أن على الشعب أن يرحل ، لا هو!!!!!!
6- منافون يريدون مصالحهم ولو احترق تاريخ البلاد ، وكل الشعب.
7- تلون في المواقف وتردد في اتخاذ الخطوات من أقلام مدحت الظلم حتى استشرى .
8 - هلع من أطراف دولية ، كأنهم كانوا يريدون لهذا الشعب أن يستكين ، فقرا وذلا واستعبادا ، في سبيل مصالحهم السياسية.
دعائي أن تنتصر مصر ، وستنتصر مصر بعون الله ، وأن يهنأ شعبها بالأمن ، وأن يولي الله من يصلح ، ومع كل الخوف والرجاء ، فإن شعور الفخر والعزة لا يجب أن يغادرنا ، بأننا شعب حي لا يرضى الذل أو الهوان ، ولو سكتنا لكانت وصمة في تاريخنا للأبد ، فلن نذل لغير الله الخالق الرازق ،ولن نعبد سوى من بيده ملكوت كل شىء .
عاشت مصر وعاش تاريخها نقيا صافيا ، والمجد للشهداء ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.