-أ يُلامُ فأسٌ و يُلامُ حَطَّابٌ ساعةَ دِفءٍ تُوفِّرُها جذوعٌ كانت بالأمسِ مُمتدَّةَ الأعناقِ، و اليومَ تَمَدَّدَتْ كومةً مِن حَطب ؟!
-كالزمهريرِ كنتَ ؛ فكيفَ استطعتَ أن تَتمَدَّدَ في الوريدِ، و نحوَ القلبِ كالمُهرِ تَعدو ؟!
-كم جِذعًا تحتاجُ ساعَتي لتَصيرَ نخلةً تحملُ الرطبَ لمَن يهزُّها ؟
-يومَ قطعوا الرأسَ على المقصَلةِ نبَتَتْ سبعونَ سنبلةٍ تحتَ سِندانِ الفارسِ تتلو سورةَ الرَّحمن.
-انتظرتُ وَدَقًا، حضرتَ ؛ فاكتملَ النِصابُ و اجتمَعْنا على قولٍ صادٍ يُتقِنُ لثمَ الخزامى.
- رَموهُ بالبئرِ، زرعوا عندَ منبعِ رأسِه رايةً سوداءَ ؛ فصارَ وطنًا منزوعَ السوادِ، مسلوبَ الأسْوَدِ، مقدودًا مِن خارطة.
- يومَ أحرقتُ كومَةَ ورقٍ ما علمتُ أنني أحرقُ تأريخَك و تضاريسَ أيامي و نصْفَ خارطة الدربِ إلى مداك.
-عَن يمينِه جارُ الجَنْبِ و عَن شمالِه الصاحبُ بالجَنبِ، و كلٌّ زرعَ في الجنبِ مُديةً ؛ فمدَّ جَناحَيه على المُدى و مضى يُرتِّلُ الفلق.
-أتيتَ سطوري مُقبلاً غيرَ مدبرٍ، أغَرْتَ على أساطيلها ؛ فأسَرَتْكَ الحروفُ فارسًا و رمَتْ بكَ في جُبِّ القصيد.
-رأى كلَّ الدروبِ مُغلَّقةً إلا الدربَ إلى المشنقةِ على ظهرِ بُراقٍ ؛ فتوَكَّلَ.
-لم يتبقَ منذُ رحيلِكَ سوى جَرةِ قلمٍ خاويةِ الوفاضِ، و قطرتين من صبرٍ بطعم زهرةِ الصبار، و حبَّةِ خردلٍ أبيضِ القلبِ.
-على فوهةِ البركانِ زرعوا الموانعَ عشبًا و السواترَ دربًا ؛ فانفجرَ خارجَ الوقتِ بنِصفِ دربٍ و سنبلةٍ و حُمَّة.
-خبَّأتُ وَجهي عَن المرآةِ خوفَ أن تَشي بظِلٍّ يلاحِقُه حراسُ الضَبابِ مُنذُ سبعةِ ألوانٍ و قُزح.
-هل كانَ صاحِبُ الجِياعِ يَعلمُ أنَّهم لن يُناولوهُ خُبزًا مِن فَرَقٍ و من حَيفٍ فأسلَمَ جُثتَه للشمسِ و توارى ؟!
-مرَّ شيخُ الليلِ بكوخي فأهداني كِسرةَ قمرٍ. التهمَتْهُ دفاتري لما اشتَدَّ بها جوعُ الشوقِ إليك.
-ضَحِكَ ؛ فاستبشرَ الصباحُ رِزقًا، لكنَّ سِربَ غِربانٍ حَطَّت على أضراسِهِ، أكلتْ بقايا طعامٍ باتَ منذُ ألفِ ليلةٍ و ليتَ.
-شابَتْ ذوائِبُ الأحلامِ فاستنجَدَتْ بالليلِ تطلبُ بعضًا مِن سَوادِ هزيعِه، خلعَ عليها بُردتَه فماتَت في بَرَدِ هزيعِه الثاني.
-سمعَ الهزارُ بُحَّةِ الناي، فقاسَمَه إيّاها و مضى حَيثُ هزارتِهِ بحَّ صوتُها تُنادي فجرًا بعيدًا عَن العشبِ و الديار.
- لمَّا أحصوا عَددَ النسَماتِ لم يستدِلّوا على نسمةٍ سَكنَتْ أصقاعَ الروحِ. فبَقيْتَ دونَ الناسِ قيدَ الـ "بدون".