|
تحيّرَ أمرُنا والصّبرُ كلاّ |
وضاقَ الصدّرُ من نُظُمٍ وملاّ |
وأطلقَ ثورةً في كلِّ حُكْمٍ |
لجلادٍ بأفئدةٍ تسلّى |
فحرّكَ كلَّ خوّانٍ لظاهُ |
وقامَ يُبادِلُ الثُّوّارَ هزْلا |
وزمْجرَ في الرُّبا وأراقَ دمّاً |
وأقسمَ يملأُ الأركانَ غِلاّ |
دماءٌ أُهرِقتْ ليعيشَ منها |
زعيمٌ قدّمَ الأرواحَ جُعْلا |
لجُندٍ صادروا أجسادَ أهلٍ |
وباتوا فوقها رقصاً وركلا |
بنارٍ أحرقوا أحشاء شعبٍ |
هُنا وهناكَ أضْرِحَةٌ وقتلى |
بلادُ العُرْبِ كم أبصرتُ فيها |
أساطيراً أرى لوناً وشكلا |
عصاباتٌ وأزلامٌ تَخَفّوا |
باسمِ رئاسَةٍ بالجُرْمِ حُبلى |
فما ذنبُ الشّبابِ غداةَ قالوا |
نرومُ نزاهةً ونرومُ عدلا |
بأرضِ الشّامِ في أقفاصِ حُكمٍ |
لجانٍ يُبصِِرُ الإفسادَ حلاّ |
كأنّهُ قد أرادَ يقولُ رُغْماً |
سأمكُثُ في النّظامِ هُنا وأبلىَ |
فأقبلَ شعبُهُ بالصّبرِ يتلو |
من الوِجدانِ ملحمةً ونُبْلا |
بِرغمِ الجُرحِ في الأرواحِ يطوي |
تصدّرَ للنضالِ فدى وأبلىَ |
أبشّارُ الدّيارُ عليكَ ضاقت |
وصارت صيحةُ الثُّوّارِ عَجْلَىَ |
تركتَ لجُندِكَ الأجسادَ لهواً |
وهبتَ الشَّعبَ لِلإجرامِ حقلا |
أتتكَ عروسَةً فزهِدْتَ فيها |
فما أكرمتَ أو راعيْتَ أهلا |
فأرضُكَ شامةٌ في خدِّ شرقٍ |
بكُلِّ مزيّةٍ في الحُسنِ جذْلى |
شهادةُ سيّدِ الأطهارِ طهَ |
بِأنّ الشّامَ خيرُ الأرضِ فضلا |
وما أرضُ الكِرامِ الذُّلَّ ترضى |
تظَلُّ بغُرْبَةٍ وتعيشُ عزلَىَ |
فلم تمنحْ لها ضوءا فتسري |
منعْتَ النُّورَ يُبصِرُها فولّى |
جلبْتَ لأرضِها مرضاً وسُلاّ |
كأرملةٍ بدتْ وكذاكَ ثكلى |
فلا تفرحْ بما أحدثْتَ فيها |
ستشرَبُ بعد نصرِ القومِ ذُلاّ |
ستمنحُكَ الدِّيارُ وسامَ قيدٍ |
وتُلْبِسُكَ السُّجونُ قذىً وقملا |
وتُصبِحُ في القيودِ بوسطِ سورٍ |
تُنَبِّشُ في الثّرى وتلوكُ وحلا |
لأنك لم تصُنْ أرضاً وعِرْضا |
فقد أسْفَلْتَ من في الفضلِ أعلى |
وأرضُ الشّامِ لِلإسلامِ مأوى |
فكم عزَّ الِّلواءُ بها وجلاّ |
أراد اللهُ أرض الشّامِ تعلو |
بثورةِ أهلِها وتعودُ مُثْلى |