|
(هامانُ) عاد لمن أراد وزيرا |
ومُدَوَّنا ومفكِّرا نحريرا |
ومؤرخا فذا كبيرا كاتبا |
من كل ألوان الفجور نوائبا |
فانضم (للنت) السريع مسارعا |
وبدا وقورا بالمواقع طائعا |
يروي الحكاية والرواية للورى |
ويذيع سرا للجميع مُصَوَّرا |
ويضخ خبرته إلى الحكَّامِ |
كالمستشار الوافر الإلمامِ |
بالقهر والتعذيب والسجونِ |
والبقر بالحراب للبطونِ |
والفتك بالجسوم والعقولِ |
والضبط والإحضار والمثولِ |
والضرب بالعصيِّ والسياطِ |
والقطع للرقاب والنياطِ |
والسلب للحقول والبيوتِ |
والنهب للحقوق .. بالسكوتِ |
فالشعب يحيا في أسى مبينِ |
بالخوف يخشى سطوة المجنونِ |
فرعون في زهو وفي استعلاءِ |
بالقسر يرجو خالص الولاءِ |
ظن البرايا بالدروب عبيدا |
بسلاسل .. ملَّ الأنام حديدا ! |
واختال مغرورا بأصناف الهوى |
بفظاظة الذئب الخطير إذا عوى |
ما بين حاشية له بخضوعِ |
بصنوف غي مفجع مطبوعِ |
بالقصر يخطب خطبة الكذَّابِ |
بالشعب يسمع تُرَّهَاتِ خطابِ |
ويقول إني راسخ الأوتادِ |
أهديكمُ جمعا سبيل رشادِ |
فأنا (إله) ساكن بأعالي |
(يا ويحه من كافر محتالِ) ! |
(هامان) دوَّن مسرعا ما فاتا |
وأشار فضلا شاهدوه رفاتا |
هيا إليه بمتحف التحريرِ |
لنرى الغريقَ على وثير سريرِ |
مومياء فظ بالهوى قد كانا |
بالظلم أغرى هاهنا إنسانا |
ليكون فرعونا جديدا فاجرا |
يحيا بأحلام الشعوب متاجرا ! |
فاختار أن يحيا كما الفرعونِ |
يطغى يعربد في رحاب الكونِ |
وأباح مصر الخير للَّصوصِ |
فبها الجواهر في بهاء فصوصِ |
وبها النفائسُ في صفاء الجوهرِ |
بجمال حسن مستطاب المنظرِ |
فرعون قرر أن أعود مُجَدَّدا |
لأكون (هامان) الرهيب الأسودا |
بالبغي أُنهي ثورة الجياع |
والصفوة الأخيار والرعاعِ |
وأبث فيهم أخبث العيونِ |
وفواحشا بخلاعةٍ لفنونِ |
والإعتقال بأسوء التعذيبِ |
والإختطاف بأبشع الترهيبِ |
فأنا المهاب الألمعي اللوذعي |
(يا خيبة الوغد الكذوب الْمُدَّعي) ! |
ولقد ولعت بمنهج التدليسِ |
منذ انخراطي في خطى (رمسيسِ) |
كهّان فرعون المتوج عادوا |
عن عصر فرعون الأوائل زادوا ! |
حازوا جميعا ثروة البنوك |
فثوت بفقر المدقع المنهوكِ |
باعوا بمصر مصانعا وصروحا |
والشعب أضحى صوته مبحوحا |
ما بين سكان بجوف مقابرِ |
وزحام شعب مستنير صابرِ |
شعبٍ أصيل طيب موهوبِ |
يحيا حزينا في شتات دروبِ |
عانى وقوفا في طويل صفوفِ |
لينال قرصا من رديء رغيفِ |
عاني وعاني ندرة للغازِ |
ولديه آبارٌ من الألغازِ |
شعب عريق بالبلاء يعاني |
ظلما من الفرعون والأعوانِ |
ظنوه شعبا بالممات صريعا |
فإذاه يحسن بالنهوض صنيعا |
يجتاز من أجل الحبيبة مصره |
أغلال فرعون الجديد بعصره |
فأزال عنها قسوة لطغاةِ |
وأعادها لمباهج لحياةِ |
وأنالها بحبوحة استنشاقِ |
لعبير روض مبهر رقراقِ |
يا سعدها مصر الجديدة بالهدى |
تهدي شعوب الأرض حبات الندى |
تعطي الدروس لسائر الأقوامِ |
يا مصرنا يا مصدر الإلهامِ |
إني أراكِ بمحكم الترتيلِ |
أيضا وفي التوراة والإنجيلِ |
قدر رفيع في أعز فخارِ |
في مصر يسمو طاهر الأنوارِ |
شعب الكنانة دمر البهتانا |
وأزال عنه الظلم والأوثانا |
بيناير في ثورة الأبطالِ |
دكوا الحصون لعصبة الأنذالِ |
واسترجعوا مصر الحبيبة كلها |
من زمرة ظنت حبيبتنا لها ! |
فاستغرقت في غمرة لفسادِ |
بوسائل شتى من الإفسادِ |
فرعون غادر قصره مخلوعا |
للشعب أبدى بالصغار خضوعا |
قد خر سقف للمظالم هاهنا |
ونما قضاءٌ بالعدالة بيننا |
والجيش قرر أن يكون مساندا |
للشعب كفا مستعدا واحدا |
فهم الأشاوس صفوة الأجنادِ |
وهم الكرام على مدى الآمادِ |
جيشٌ حمى مصر الجمال وشعبَها |
فتراه جيشا في المحاسن والبَها |
جيش بمصر برحمة وسلامِ |
جيش (هناك) بمنتهى الإجرامِ |
فالشعب عاني سطوة الإرهابِ |
من جيشه الآتي بزحف خرابِ |
يا ليته من جيش مصر تعلمَّا |
لينال مجدا في علاه مُتَمَّما |
لكن فرعون المكير العاتي |
أيضا هناك بسطوة القواتِ |
ولديه أيضا بالهوى (هامانُ) |
فاختل فيهم بالعنا الميزانُ |
فيهم ضحايا الفتك بالآلافِ |
دون اعتبار الشرع والأعرافِ |
فالجيش قرر أن يكون مواكبا |
فرعون مرتكبا هناك مصائبا |
هذا وإني قد سطرت بصفحتي |
ما قد رأيت بدمعتي وبفرحتي |
بالذكريات قد استبان الملتقى |
وبها سطرت من السطور المنتقى |
بقصيد شعر مسهب الأبياتِ |
مذكرات مسيرتي وحياتي |
إني سأرحل عن حماكم آسفا |
فأنا فقدت بأرض مصر وظائفا |
ولسوف أنشر راغبا إعلانا |
بـ(النت) أرجو أن أنال مكانا |
في أي قطر عنده فرعونُ |
يأتيه مني بالخطوبِ العونُ |
فأنا القرينُ الماهرُ الشيطانُ |
إبليسُ .. أدعى في الورى (هامانُ) ! |