الوصايا الخمس
على غير عادته هذا الصباح ،تأنق الكرسي،لمع جلده البقري، فاخرالمكتب العريض المستورد أمامه،لامس حافاته جيئة وذهابا و هوينتظرمعاليه الجديد .
عاهد نفسه هذه المرة أن يكون الناصح الأمين لصاحبه،وألا يغريه كسابقيه، أحضر الوصايا الخمس التي سهر الليل في إعدادها و صياغتها.
دخل معاليه مكتبه الجديد،تعالت التصفيقات المتملقة ،تقوست ظهور موظفيه تحت وابل الورود المرشوشة ،جلس على كرسيه ، تمسح بأركانه طالبا بركاته وكراماته .
نظر معاليه إلى الورقة على مكتبه العريض ، انبطح أرضا خوفا من أن تكون الرسالة ملغومة ،أو عملا إرهابيا، لكن الله ستر، أخذ الورقة ، قرأ :
-الوصية الأولى:
" أنا الجمر الذي سيحرقك... فلا تغترن بمظهري..."
- الوصية الثانية:
" حاذر أن يزداد وزنك ، فيزداد وزن موظفيك ،فإني حتما سأنكسروستجد نفسك على البساط".
- الوصية الثالثة:
" وهم العظمة يجعل عمري قصيرا ، فاحرص عاى رعايتي قبل رعاية وهمك..."
-الوصية الرابعة:
" احرص أن يشم الشعب رائحة عدلك ، قبل أن تغرس الأسلاك الشائكة على باب قصرك...".
- الوصية الخامسة:
" اجعلني وسيطك بينك و بين الشعب ولا تجعلني سليطك عليهم...".
قرأ معاليه الوصايا الخمس وهو ينفث سموم سيجاره الكوبي في وجه موظفيه ، أخرج قداحته ، أحرقها حالما بثرواته التي ستنمو قبل نهاية ولايته...