بعض الأبيات من قصيدة لوليد الأعظمي ، خمنوا متى نظمها ..
من الخليج إلى تطوان ثوار
شعب يزمجر في أحشائه الثار
طافت به ذكريات المجد فالتهبت
طاقاته باندلاع دونه النار
تحركت فيه روح العزم ثانية
فهبّ لم يثنه بطش وأخطار
سامته خسفاً لصوص بات يدفعها
للغدر والظلم جاسوس ودولار
آمنت بالله أن الحق منتصر
والظلم منتحر والكفر منهار
والشعب إن مازج الإيمان همته
فإنه لقوى الإفساد دحّار
آمنت بالله إيماناً عرفت به
أن الزمان على الباغين دوَّار
آمنت بالله إيماناً عرفت به
أن العدو حقير الشأن خوَّار
وأن أبناء هذا الشعب قاطبة
عند الشدائد إخوان وأنصار
آمنت بالله إيماناً عرفت به
أن الطغاة لفساق وفجار
قامت بهم زمر تزجي المديح لهم
زوراً لتقضى لبانات وأوطار
يوحون للشعب أشياء ملفقة
كما يموه دجّال وسحّار
والشعب يعرف أن الأمر منعكس
ولو يشوّش طبّال وزمّار
نمنا زماناً وكان الخصم منتبهاً
من نام خاب ولم تسعفه أقدار
لِيعلمَ الناس أن الله مقتدر
سبحانه غالبٌ ناهٍ وأمّار
تجري الامور بسرٍّ من مشيئته
ما شاء كان عليُّ الشأن جبّار
من ظاهر النِّعم الكبرى وباطنها
تجود بالسلسبيل العذب أحجار
جَمعُ النقيضين من أسرار قدرته
هذا السحاب به ماءٌ به نار
لا ينكر الله إلا جاهل نَزِقٌ
غِرٌّ بليد سفيه الرأي ختّار
إنا لننصر دين الله أجمعنا
ولو نلاقي الذي لاقاه ( عمّار )
كم من زنيم لئيم مجرم أشر
له بسوق الخنا شأن وأخبار
كانت تقام احتفالات تكرمه
تلقى بها خطب جوفا وأشعار
يأتي الرجال إلى تقبيل راحته
وكل راحته رجس وأوضار
واضيعة الشعر قد أودى به نفر
غلف القلوب وطماعون أشرار
من الذين يبيعون القريض ولا
عتب عليهم فهم بالشعر تجار
أكوام شعر لهم في السوق جاهزة
للبيع حسب قوافيهن أسعار
قالوا ( فلان ) له في الشعر منزلة
ما نالها قط ( حسان ) و ( بشار )
فقلت خلّوا سبيل الشعر دونكم
ما ذلكم شاعر بل ذاك ( شعّار )
هذي قصائدة في مدح من ظلموا
دلت عليها بها للكذب آثار
في كل يوم له شعر يردده
في محفل الغدر جلاس وسمار
وفق التعاقد يروي شعره سفهاً
عن كل بيت له يلقيه دينار
إن الطغاة ينابيع تفيض أذىً
تاريخهم كله خزيٌ وأقذار
دبُّوا وشبُّوا بأحضان العدى فهم
مثل العدو على إخوانهم صاروا
كانوا يظنون أن الشعب منشعب
والرأي مختلف والجمع أشطار
وما دروا أن هذا الشعب منتبه
دم التحرر في أحشاه فوّار
كانت مقاييسهم تجري على نمطٍ
به استوى كلبة تعوي وقيثار
سلبٌ ونهبٌ وإعناتٌ يضيق به
صدر الحليم ولب المرء يحتار
يقاد للسجن إن سب ( المليك ) وإن
سب ( الإله ) فإن الناس أحرار
زال الطغاة كما زالت مفاسدهم
والظلم آخره لاشك ينهار
هذي نهاية أهل الظلم فاعتبروا
إن كان عندكم لب وإبصار
ولّى زمان به سادت أراذلنا
لن يحكم الشعب جلاد وجزار
لن يسكت الشعب عن حق له أبداً
حتى ينال الذي يرضى ويختار
نادى المنادى فهب الشعب أجمعه
كأنه زعزعٌ يدوي وإعصار
لا يرتضي الذل أيا كان مبعثه
فالجيش حرٌّ أبيُّ النفس مغوار
تحمي الحقيقة عند البأس صولته
لم ينج من بطشه طاغٍ وغدّار
لا يستر الله خدّاعاً ومؤتزراً
بالإفك لن تستر الأوزار أوزار