وما أدراك أن هذا الكلام حق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في زمن تعددت صور الأقلام وأشكالها، وسهل اقتناؤها،
وفتحت الأبواب للكتابة، وصارت شهوةَ نفوس العامة والخاصة،
أضحى التحذير من أمرها أشد والترهيب من خوض بحرها أعظم،
خاصة بعد ركون أكثر الكتاب إلى أنفسهم، وفقد كثير منهم مراقبة ربهم،
فالكتابة عمارة ميزان الآخرة،
إما بالخير فيفوز صاحبها، وإما بالشر أعاذنا الله فيخسر خسرانا مبينا.
الكُتاب إن راقبوا الله نجوا وإن لم يفعلوا ضلوا
الكتابة أداة بناء لمن همه البناء وقصده التعمير، ومعول هدم لمن قصد الهدم واشتهى التدمير.
فعمِّر أيها الكاتب ولا تدمر
وابنِ لأمتك ولا تهدِّم
راقب المولى تعالى فقد قال (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق].
تذكر وقوفك بين يديه فيخرج لك كل ما منك كان
(وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)) [الأنبياء].
القلم الحر حرٌّ عن كل شيء إلا عن أخلاق الإنسانية السامية التي دعت إليها الشريعة العالية،
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
والحمد لله رب العالمين.