أروع ما قيل عن الأبناء وبعدهم وما يتركه في النفس – ولكن هيهات !! فهل يعلم الأبناء ذلك ؟؟؟؟
– قصيد تنا هذه للشاعر عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله عندما عاد أولاده إلى حلب وبقي وحيدا في لبنان-في بلدة قرنايل حيث يقيم –
إذ كان يعمل سفيرا لدولته سوريا هناك ، آمل أن تحوز على إعجابكم .
أين الضجيج العذبُ والشغبُ؟!*** أين التدارس شابــــــــه اللعبُ؟!
أين الطفولة في توقـــــــدها؟!*** أين الدمى في الارض والكتب؟!
أين التشاكس دونما غرض؟!*** أين التشاكي مالــــه سبب؟!
أين التباكي والتضاحك فـي وقــــــت معـــا والحـــزن والطـــــــرب؟!
أين التســـابق في مجاورتي **** شغفا إذا أكلوا وإن شـربوا؟!
يتزاحمون علــــى مجالستي **** والقرب منــي حيثـما انقلبــــوا
يتوجهـــون بســـــوق فطرتهم**** نحــــــــوي إذا رغبوا وإن رهبوا
فنشيدهم بــابــــــا إذا فرحوا ****ووعيدهم بـــــــابــــــا إذا غضبوا
وهتافهم بــــابـــــا إذا ابتعدوا **** ونجيهم بــــــــابــــــا إذا اقتربوا
بالأمس كـــــــانوا ملء منزلنا ****واليوم ويـــــح اليوم قــد ذهبــوا
وكأنما الصمــت الذي هبطت **** أثقـــاله في الدار إذ غربــــــــوا
إغفاءة المحموم هدأتــــــــها **** فيـــــها يشيــــــع الهم والتعب
ذهبوا أجل ذهبوا ومسـكنهم **** في القلب ماشــطّوا وما قربوا
إني أراهم أيـنما التفتــــت **** نفســي وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحس في خلــدي تلاعبهم **** في الدار ليــــس ينالهم نصب
وبريق اعينهم إذا ظــــفروا **** ودموع حرقتهم إذا غُلبـــــوا
في كل ركن منــــــهم أثر **** وبكل زاوية لهـــــــم صـــخب
في النافـذات زجاجها حطموا **** في الحـائط المدهون قد ثقبوا
في البــاب قد كسروا مزالجه **** وعليــــــه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا**** في علبة الحلوى التـــي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا **** في فضــــلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيــــــــثما اتجهت **** عيني كأســـراب القطا سربوا
بالأمس فـــي قرنايــــــل نزلوا ***** واليــــــــوم قد ضمتهم حلب
دمعي الذي كتـــــــــمته جلدا **** لما تبــــاكوا عنــــــدما ركبوا
حتى إذا ســـــــاروا وقد نزعوا **** من أضـــــلعي قلبا بهم يجب
ألفيـتني كالطــــفل عاطــــفة **** فإذا بــــــه كالغيـــث ينسكب
قد يعجب العــــــذال من رجل***** يبكي ولو لم أبك فالعجب
هيهات ما كل البكـــــــا خور ****** إني وبي عزم الرجـــال أب