من غرائب واصل بن عطاء
يروى عن عطاء أنه كان خطيبا عجيبا رغم لثغة عنده في حرف الراء ، وكان يتجنب التلفظ في هذا الحرف تفاديا لعيب للفصاحة عنده وربما للسخرية ! وكان رحمه الله قد أوتي منطقا سديدا يساعده فيه امتلاكه لناصية اللغة وفي ذلك يقول شاعر من المعتزلة، يمدحه بإطالته الخطب واجتنابه الراء، على كثرة ترددها في الكلام، حتى كأنها ليست فيه:
عليم بإبدال الحروف وقامع ... لكل خطيب يغلب الحق باطله
وقال آخر:
ويجعلُ البُرَّ قمحاً في تصرّفه ... وخالفَ الراءَ حتى احتال للشعرِ
ولم يُطقْ مطَراً والقولُ يعجله ... فعاذ بالغيث إشفاقاً من المطر
ويروي لنا المبرّد في كتاب الكامل في اللغة والأدب حيث يقول : مما حُكي عنه -عن عطاء- قوله وذكرَ بشاراً :" أما لهذا الأعمى المكتني بأبي معاذ من يقتله! أما والله لو لا أن الغيلة خلق من أخلاق الغالية لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه، ثم لا يكون إلا سدوسياً أو عقيلياً.
فقال: هذا الأعمى ولم يقل بشاراً، ولا ابن برد، ولا الضرير. وقال: من أخلاق الغالية ولم يقل المغيرية ولا المنصورية. وقال: لبعثت إليه، ولم يقل: لأرسلت إليه، وقال: على مضجعه، ولم يقل: على فراشه، ولا مرقده، وقال: يبعج، ولم يقل: يبقر، وذكر بني عقيل، لأن بشاراً كان يتوالى إليهم، وذكر بني سدوس، لأنه كان نازلاً فيهم " .
وقد ذُكر له خطبا مطوّلة تخلو من حرف الراء ..