قولي أحبكَ ، يغدو الماءُ كاللهبِ وتصبح النار لو تبغين كالسحبِ قولي أحبكَ ، يغدو البحرُ محبرةً ويصبح النبضُ عيداناً من القصبِ قولي ، تصير الحصى بالحب في نظري مثل اللجين ، ويغدو الرمل كالذهبِ وينطقُ القلبُ والآفاقٌ مصغيةٌ فيرسلُ الشوقَ في دنياكِ كالطربِ ويرقصُ الموجُ في الخلجان لو نَظرتْ عيني إلى الحب في عينيكِ عن كثبِ قولي أحبكَ ، تلقين الفؤادَ وقد تأبط الشعر ، يغزو قلعة الأدبِ قولي أحبكَ ، في الدنيا يطير بها قلبي ، ويمضي بها في الناسِ كالخُطَبِ فتعتلي منبر العشاق نبضتُه فتبتلي ألسنَ الحسّادِ بالعَطَبِ وأمتطي ناقة العذال ما برزتْ حتى أراني أساوي الرأسَ بالذنبِ وأنثني للجفاء المُرِّ أعْصِرُه فأجعل السُمَّ أقداحاً من العنبِ وأعتني باللقا حتى أراكِ به تجنين من شفتي الكلماتِ كالرُّطَبِ قولي ، وإلاّ رأيتُ الكونَ من سَأَمي سَمَّ الخياطِ ، وصار الحِسُّ كالحطبِ وتختفي البسمة العذراء من شفتي ويستحيل الرضا موجاً من الغضبِ قولي ، وإلا انتهى عمري وكنتِ له موتاً ، وكم تُسْبَقُ الآجال بالسببِ !
19 / 7 / 1432