|
لا الصّحْبُ صَحْبٌ ولا الأحْبابُ أحْبابُ |
حتّى الغزالُ أخي كالذّئبِ لَعّابُ |
الكلُّ يلهثُ لا يدْري مداركهُ |
مثْلُ المُقامرِ بالأرقامِ ضَرَّابُ |
لا كالعبادِ ولا ذا الغابُ مَوْطنُهُمْ |
في الغابِ نَهْجٌ قوانينٌ و أحْزابُ |
أحْزابُ ترْعى ذَويها غيرُ خَائِنةٍ |
لَها اتِّحادٌ على الأعداءِ غَلاّبُ |
كمْ قدْ وَصَفنا بِغابٍ حالةً سَلَفَتْ |
الآنَ يوصَفُ بالأوطانِ ذا الغابُ |
أمْسى الصَّديقُ صديقًا خلْفَ شاشَتِهِ |
وما عَداها لهُ شُغْلٌ وأسْبابُ |
لهُ عِيالٌ كأنَّ النّاسَ مَا وَلَدَتْ |
وعُذْرُ زَوْجٍ كأنَّ الرُّسْلَ عُزّابُ |
يَنْسى المودَّةَ لا يَأْسى إذا ذَهَبَتْ |
وليْسَ يَعْلَمُ أنَّ الدَّهْرَ قلاّبُ |
يا قاطِعَ النَّاسِ لا تقْطَعْ غدًا جُهِلَتْ |
أيّامُهُ البِيضُ مِنْ سُودٍ لَها نَابُ |
الغِرُّ يَمْقُتُ يَوْمَ اليُسْرِ ثُلَّتَهُ |
وفى الشّدائدِ خلفَ الخَلْقِ طلاّبُ |
والحُرُّ يَحْفظُ في عُسْرٍ وإنْ فُرِجَتْ |
لَمْ يَنْسَ أمْسِ لَعَلّ العُسْرَ أوّابُ |
إنَّ الصّداقةَ مالٌ أنْتَ حافِظَهُ |
إنْ زِدْتَ زادَ وإنْ أمسكتَ ذهّابُ |
تُنميهِ بالصِّدْقِ لا تَفْنى مَنابِعُهُ |
تُرْبيهِ بالغشِّ في الأغوارِ عَذّابُ |
قدْ غُصْتُ في العُمْرِللأعماق أسْبِرُها |
فكانَ أثْمنَ ما بالعمْرِ أصحابُ |
وَجَدْتُ أهلي هُمُ الأنوارُ تُرْشِدُني |
ومَنْ سِوى الأهْلِ والأصحابِ أحْبابُ؟ |
هُمْ خَيْرُ ما كَسَبَتْ نفسي وما كَنَزَتْ |
دُنيايَ كالطَّلَلِ المنْبوذِ إنْ غابُوا |
قدْ خابَ ذو الجاهِ والأموالِ إنْ رُفِعَتْ |
أمّا الألى عَرَفوا الأحْرارَ ما خابوا |
وأنْتقي الصَّحْبَ حيثُ الرِّجْلُ ضاربةٌ |
ولستُ ذا عُزْلةٍ ممقوتُ هرّابُ |
وأحفظُ العهدَ إن خانوا وإن حفظوا |
لِقاطِعِ الرَّحْمِ وصّالٌ وإنْ عَابوا |
أعفُو على زَلَلِ الأصحابِ أرْدُمُهُ |
وأسألُ اللهَ بالغفرانِ إنْ تابوا |
وأطلُبُ العُذْرَ للأحبابِ إن غَفِلوا |
وأُحْسِنُ الظنَّ إن الظنَّ عَطَّابُ |
وأسأل الله تثبيتي وصَوْنَ يَدي |
فالعبْدُ ضُعْفٌ ولِلشّيطانِ أبوابُ |
ولستُ ذا عَمَلٍ كافٍ لآخرتي |
يكفي يَقيني بأن الله توابُ |
وأنَّ حُبِّي إلى الرَّحمانِ يَرْحَمُني |
في حبِّ ربّي صدوقٌ لستُ أرْتابُ |