تلميحات ذكية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رُوِى أن المنصور وعد رجلا يسمى الهذليِّ بجائزة ثمَّ نسي،
فحَجَّا معاً، ثمَّ مرَّا في المدينة ببيت عاتكة،
فقال الهذليُّ: يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة الذي يقول فيه الأحوص:
يا بَيْتَ عاتكةَ الذي أتَعَزَّلُ ... حَذَرَ العِدا وبهِ الفؤاد مُوَكَّلُ
فأمَرَّ المنصورُ القصيدةَ على باله ليعلم ما أراد ، فإذا فيها:
وأراك تَفْعَلُ ما تقولُ وبعضهم .. مَذِقُ اللسانِ يقول مالا يفعلُ**
فعلم أنه أشار إلى هذا البيت بتلمحيه الغريب، فتذكر ما وعده به، فأنجزه له .
==============
مذق اللسان : كاذب
** وكان أبو العلاء المعري .. يتعصب للمتنبي فحضر يوماً مجلس الشريف الرضي،
فجرى ذكر المتنبي فقلَّل المرتضى من شأنه،
فقال المعري: لو لم يكن له من الشعر إلاَّ قوله:
"لكِ يا منازل في القلوب منازلُ " لكفاه .**
فغضب المرتضى وأمر بسحبه وإخراجه،
وقال للحاضرين: أتدرون ما عنى هذا بذكر هذا البيت؟
قالوا: لا،
قال: عني به قول المتنبي:
وإذا أتَتْك مَذمتي من ناقصٍ ... فهيَ الشَّهادةُ لي بأني فاضلُ ***
==========
البيت بالكامل :
لك يا منازل في القلوب منازل *** أقفرت أنت وهنّ منك أواهل
*** يروى أيضا : فهي الشهادة لي بأني كامل