(( لَوْ ذَاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِي ))
قال أبو هلا العسكري في جمهرة الأمثال ج 2 ص 160 :
يَقُولُه الكريمُ إذا ظلَمَهُ اللّئيمُ .
وأصْلُهُ أنّ امرأةً لطَمتْ رَجُلاً ، فَنَظَـــرَ إليها ، فإذا هي رثّة الهيئَةِ عَاطِلُ ، فقال : (( لَوْ ذَاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِي ! )) أي لو كانت ذاتَ غنى وهيئَةٍ لكانت بليتي أخفَّ ، ومنه أخذ القائل قوله :
فلَو انّي بُليتُ بهاشِمــيٍّ ...خَؤُلَتُهُ بنــو عـــــــبد المــدان
صبَرتُ على مقالَتِه ولكـن ..تعالَيْ فانظرِي بمـــــن ابتلاني !
وقال الميداني في مجمع الأمثال ج 2 ص 174 : أي لو لطمتني ذاتُ سِوارٍ ، لأنّ (( لَوْ )) طَالبةٌ للفعلِ داخِلةٌ عليه ، والمعنى لو ظلَمنِي من هو دوني ، وقيلَ : أرادَ لو لطَمَتْنِي حرّةٌ ، فجعلَ السّوارَ علامةً للحرّية ، لأنّ العربَ قلّما تُلْبِسُ الإماءَ السّوارَ ، فهو يقولُ : لو كانت اللاّطمة حرّةً لكانَ أخفّ عليّ ...
قال الزّمخشري في المستقصى في الأمثال ج 2 ص 297: أي لو لطمتني حرّة ذاتُ حُلِّيٍّ لاحتملتُ ولكن لَطَمتني أمَةُ عاطلُ . وكانَ أصلُه أنّ امرأةً مُنِيَت بذلِك . وقال بَعضُهم : أظُنّ أصله أنّ امرأةً عُطُلاً كانت في نساء خوال فلطمت رجلاً فقال ذلك .
يُضرَبُ لكريمٍ يظلِمه دنيء فلا يقدِرُ على احتمال ظُلمه .
نقل هذه الدّرّة اليتيمة يراعُ ربيع بن المدني صبيحةَ يوم الأحد 3 يوليوز 2011