الطوفان وخارطة الطريق
مصر حبلت بالثورة وطال زمن الحمل حتي أذن الله ، فلما وضعتها رفعت أسمها من قوائم الذل وسجلت بأحرف من نور في قوائم العزة والكرامه والحرية من جديد ، حاول الكثير أن ينال شرف أبوة الثورة ونسوا أن مصر ليست عاهرة ، وأن رحمها الذي حمل هذا الجنين الطاهر لم يمسسه سوي طهر ونقاء الأخلاص ، فخاب كل من أدعي أنه الأب الوحيد للثورة ،ثم أتي اعدائها ليدعوا إنهم ساهموا بشكل او بأخر وهم كاذبون ، وبعض الزنادقه الذين أتهموها بالسفاح وطالبوا بوئد الجنين كونه غير شرعي ، وانتابت الجموع حيرة ، وهم يرون الجريحه في مخاضها الذي طال وعذابها الذي استمر سنين تتألم لمرأى أبنائها يتناحرون بعد ان تناسوا الأم والجنين ،
يخطئ من يظن للحظه أن الامور ستعود لسابق عهدها ولست دجالا أو ضارب ودع بقدر ما أستقرئ الأحداث فحين يأتي الطوفان لا تعود الأرض كما كانت قبله أبدا ، وقد أتي الطوفان ليغسل ويطهر المجتمع من أدرانة وقد يطول الوقت حتي يتمكن هذا الطوفان من اقتلاع كل بؤر الفساد والأفساد التي ضربت بجذورها في قاع الامة ، واصبحت سمة من سمات تكوين المجتمع الذي رزخ كثيرا تحت عار الذل والأستكانة والتسليم ، لكن المؤكد والذي ترويه كتب التاريخ أن التغيير أصبح واقع والأصلاح بدأت عجلته في الدوران ولم يذكر التاريخ مره أن العجلة قد عادت لتدور إلي الخلف أبدا،
الحراك الحادث الأن في المجتمع هو حراك ايجابي بكل ما تحمل الكلمه من معني ، فمن يتصور ا، النقاش والجدال يعطل سير العملية الإنتقاليه واهم ، نحن بحاجه للنقاش والجدال بحاجه لأن نقول ونتحدث ونطرح ، بحاجه لأان ننسي عهد تكميم الأفواه ، عهد الصوت الواحد والرأي الواحد ، الوطن للجميع ويحق للجميع أن يقول ويتحدث ويطرح ويناقش ويعارض في حدود الحرص علي المصلحه العامه والإستعداد لتقبل الأخر أي كان حين يتبين صحة وجهة نظره ، هذا إذا كنا جادين في خوض عملية إصلاح حقيقيه ، وإذا كنا نأمل إلا يغرقنا طوفان الجهل والأنا ،
أنا عن نفسي ومن وجهة نظر شخصية أري أن المجلس العسكري غير مؤهل لقيادة الوطن وهذا لا يعيبه فهو له مهام محددة لطالما أثبت إنه قادر علي النجاح فيها ، لكن ما يتعلق بقيادة دولة بحجم وتاريخ مصر فأنا اختلف مع من يدعون إلي استمرار المجلس العسكري ، نحن بحاجه لقياده سياسية محنكه وحازمة ولديها حس وطني وأيمان بعظمة وتاريخ مصر وقدرها ، لا يعنيني هنا أي أسم المهم ان تتوافر فيه هذه الصفات مجتمعه ، وا، يكون هو أو غيره علي استعداد للتسليم بإرادة الشعب واحتمال النقد والرد عليه بموضوعيه ودون التسفيه من عقولنا ،
في بعض المراحل التاريخيه يتوقف الزمن ليسجل وبتفاصيل دقيقه دور كل أبن من أبناء الوطن ويحتفظ بسجلاته ليرويها للأجيال القادمة أما قدحا أو مدحا ، ويقيني أن ابناء هذا الوطن يتطلعون إلي أن يسطر التاريخ أسمائهم بحروف من ذهب في سجلاته ، اما من غفل عن هذا فقدره أن يغرقه الطوفان ليمحوا ذكراه هذا إن كأن التاريخ به رحيما أو يلقيه في مزبلتة ملوث الأسم خابي الذكر ملعون أينما ذكر ، فأي الطريقين تفضل فالأمر متروك للجميع كي يختار موقعه في صفحات التاريخ المضيئه والساطعه بأفعال أصحابها أو الأخري ،،،
أشرف نبوي