|
أغرقتَ يا دمعُ فـي طوفانِـك الحَدَقـا |
وضـجَّ بالنبضِ قلبٌ بـالأسـى شـَرِقـا |
إذ غـيـبــت شـمـسَـنـا الأوهـــــامُ كــاذبـــةً |
فـهــل نـــرى بـعــد داجـــي ليـلـنـا الـفـلـقـا |
ومـــــــا نـــــــزال حـــيــــارى عـــنــــد مــفــتـــرقٍ |
وقـــد أضـاعــت ريـــاحُ الـحـيـرةِ الـطـرقـا |
مـدّت لنـا مـن ظـلامِ الـيـأسِ وحشتَـها |
وخـبّــأت تـحــتَ جــنــحِ الـرِّيـبــةِ الأُفــقــا |
غـولٌ مـن الوهـمِ أدمـى معصمـاً ورمــى |
قلـبـاً ولــم يُـبـقِ فــي عـُمْـرِ الـرجــا رمـقــا |
يـــــــا أُمـــتــــي والـمــنــايــا نــازلـــتـــكِ فــــمــــا |
قـاتـلــتِ وهــمــاً ولا جـــــاوزتِ مـنـطـلـقـا |
فاستنفـري الخـيـل إن الخـيـلَ صافـنـةٌ |
لا يعرفُ المجدَ من لا يعرفُ السبَقا |
كم من دروبٍ إذا مهدتِهـا انبسطـت |
و مــــن جــــوادٍ مــتــى أسـرجـتِــه انـطـلـقــا |
بــأهــل مــجــدٍ طــريـــقُ الــحـــقِ تـعـرفُـهــم |
لـهـم مـــن الـلـيـلِ لاحَ الـفـجـرُ وانعـتـقـا |
قــــومٌ كـأسـنــانِ مــشــطٍ فـــــي سـويّـتـهــم |
وكــالــبــنــاءِ إذا مــــــــا ارتــــــــصَّ واتــســـقـــا |
كـم أخـرجَ اللهُ فــي التـاريـخِ مــن أمــمٍ |
لكـنـمـا هـــي كـانــت خـيــر مَــــن خـلـقــا |
زَهَـــت ضـيــاءً و ثـغــرُ الـكــونِ مبـتـسـمٌ |
وقـــــد تـــرامـــى بعطرِ النورِ وائـتـلــقــا |
لـــكــــنّــــهُ الـــــيــــــوم مــــــوتــــــورٌ ومـــنـــقـــطـــعٌ |
قــد اكتـسـى حـمـرةً حـتــى غـــدا شـفـقـا |
لـيــلٌ طـويــلٌ قـضــت فـــي بـؤسِــهِ أمــــداً |
أيـــــامُـــــهُ وحـــــشــــــةً مـــــســــــودّةٌ غـــســــقــــا |
كـــــل اتــجـــاه بـــــه الأبــــــوابُ مـــوصـــدةٌ |
بـــلـــيــــل قـــــهـــــرٍ ، دمَ الـــحـــريــــةِ اغــتــبـــقـــا |
حـتـى أَكــَلَّ معـانـي الـصـبـرِ فانطـلـقـت |
لتشعـلَ الشمـسَ نـورا يمحـقُ الغسـقـا |
وأعـلــنــت صــحـــوةً فـــــي كـــــلِ نـاحــيــةٍ |
مـــا كـــلَّ عـــزمٌ و لا مـــلَّ الـــذي طــرقــا |
وقــــــد تــنــفــس صـــبـــحٌ مــشــرعــاً أمــــــلاً |
تــــــراهُ شـــــــقَّ عـــنــــانَ الــعــجـــزِ وانـبــثــقــا |
شـــعـــاعُـــهُ ســـــاطـــــعٌ أعـــــمـــــى جـــبـــابــــرةً |
وخــــرَّ طـاغـوتُـهـم أرضــــاً بــمـــا اخـتـنـقــا |
أبــنـــاءُ يــعـــربَ و الإســــــلامُ يـجـمـعُـهــم |
كالنـورِ أومـضَ عـن وهـجٍ ومــا افتـرقـا |
أغـضــوا زمـانــاً ومـــا ذلّـــوا ومــــا وهــنــوا |
وربّ إغـمـاضــة تـحـمــي بــهــا الـحـدقــا |
وأخـرجـوا مــن دثــارِ الصـمـتِ أبلغـهـم |
قـــــــــولاً وأصــلــبـَـهـــم بــــأســـــاً لـيــحــتــرقــا |
فأضرمـوا فـي هشـيـمِ الظـلـمِ أنفُسَـهـم |
و ســـحَّ إقـدامـُهـم مــــاءَ الـمُـنــى غــدقــا |
و زلــــزلــــوا عــــــــرشَ أصــــنــــامٍ مــحــنــطــةٍ |
وحـطـمـوا الـوهــمَ والأصــفــادَ والـرهـقــا |
و كــــسّــــروا تــــــــاجَ طـــغـــيـــانٍ بــعــزتــهِـــم |
واستبـدلـوا بالـفـضـاءِ الأرحـــبِ النـفـقـا |
و استأصلـوا الظلـمَ مــن أدنــى منابـتِـهِ |
ريــــــــاحُ عِـــزتِـــهـــم تـــــــــذروهُ إذ سُـــحـــقـــا |
إلـى الكرامـةِ ســارَ الـركـبُ فابتسـمـت |
لــــــهُ الــســمــاءُ بــنــصـــرٍ ثـــــــجَّ إذ وَدقـــــــا |
كتـائـبُ السِـلـمِ هــزّت أرضـهـا فـرَبَـت |
وأنبـتـت فــي ريــاضِ الحكـمـةِ الحبـقـا |
سَمَت إلى المجدِ والإنصافُ غايتُها |
لــتــرفــعَ الـــعـــدلَ بـنـيــانــاً وقــــــد ســمــقــا |
والــــحــــقُ ســــطّــــرَ لــلــتــاريـــخِ مــلــحــمـــةً |
وعِــبــرةً أبـلَـغَــت نُـصـحــاً لــمـــن حــذقـــا |
وفـــــــي ريــــــــاضِ أمــــــــانٍ فــــــــي مُــنَــعّــمَــةٍ |
بــأمـــنِ مـــكـــة قــلــبــي بــالــرضــى خــفــقــا |
لمـوطـنٍ فــي ذرى الأمـجـاد.. شرعـتُـهُ |
عـــدلٌ وفـيــهِ لـــواءُ الــحــقِ كــــم خـفـقــا |
كــجــنــةٍ أيــنــعــَت فـــــــي طـلــعــِهــا ثـــمــــراً |
جـَـــنــــيّـــــةً مـــنـــبـــتــــاً مــــخــــضـــــرّةً ورقــــــــــــــا |