أربع نساء
لي صديق ورث عن الحكيم عداءه للنساء وهو لا يجد فرصة للنيل منهن إلا وانتهزها ، حين أنتهينا من صلاة القيام في إحدي ليال رمضان وخرجنا همس لي وهو يبتسم هل تصدقني الأن ، فرددت عليه فيما ؟ فقال ألم تسمع تلاوة الشيخ ثم تلى الأيات الكريمة ({10} ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ{11} وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{12} وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)
ثم أردف قائلا حتي زوجات الأنبياء تخون ، فضحكت وأنا أحاول أن أفهمه معني الخيانة في الآيات الكريمة فقلت له حاول أن تقرأ التفسير قبل ان تحكم وتتحدث في أمور قد توردك موارد التهلكة ففي تفسير بن كثير يقول موضحا : َلَيْسَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ" فَخَانَتَاهُمَا " فِي فَاحِشَة بَلْ فِي الدِّين فَإِنَّ نِسَاء الْأَنْبِيَاء مَعْصُومَات عَنْ الْوُقُوع فِي الْفَاحِشَة لِحُرْمَةِ الْأَنْبِيَاء وعن َ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ مُوسَى بْن أَبِي عَائِشَة عَنْ سُلَيْمَان بْن قَرْم سَمِعْت اِبْن عَبَّاس يَقُول فِي هَذِهِ الْآيَة " فَخَانَتَاهُمَا " قَالَ مَا زَنَتَا أَمَّا خِيَانَة أَمْرَأَة نُوح فَكَانَتْ تُخْبِر أَنَّهُ مَجْنُون وَأَمَّا خِيَانَة اِمْرَأَة لُوط فَكَانَتْ تَدُلّ قَوْمهَا عَلَى أَضْيَافه ،
صمت صديقي الغاضب برهه ثم همس لكن ألا ترى معي أن معني الآيات الكريمه ينبئنا بأن نصف النساء عاصيات فمن أربع نساء ذكرن هنا أخبرنا بأن اثنتين في النار ناهيك عن حديث الرسول صلي الله عليه وسلم الذي يخبرنا بأن معظم أهل النار من النساء ومعظم أهل الجنة من الفقراء ، ضحكت وأنا أقول له ولم لم تذكر النصف الأخر مريم البتول التي صدقت بكلمات ربها وكتبة وكانت من العابدات القانتات ، أو أسيا زوجة فرعون التي كانت تحت أشر الناس وأكثرهم كفرا وفجورا وتكبرا لكنها أمنت وتحملت في سبيل إيمانها الكثير ، صمت صديقي برهة ثم نظر إلي وهو مغتاظ وتمتم قائلا لن تجد النساء اكثر منك نصيرا ، علي لؤمهن وكيدهن ما زلت تدافع عنهن ، رددت بهدوء ليس دفاعا يا صديق بقدر ماهو إحقاقا للحق ولو كنت أحكم بنفس منطقك فإن النساء الأربع اللواتي ذكرههن المولي قسمن إلي قسمين بالتساوي نصف منيبات مؤمنات صالحات ونصف عاصيات ، فأذا طبقت هذا المنطق علي الرجال تري هل سيصل عدد الطائعين للنصف ؟ لم يرد صديقي
كثير من الناس يري الأمور من وجهة نظره هو فقط ولا يريد أن يتحري الحقيقة لغرض في نفسة ينطبق هذا علي أمور الدنيا والدين وفي أعتقادي إن هذا قصور وهو السبب الرئيس لكثير مما نحن فية من جمود وتخلف ، فنحن ننظر للأمور من وجهة نظر قاصرة ووحيدة وحسبما يترائ لنا دون ان نتعمق في دراسة الأمر أو القرأة والتفقة فية وهذا يوقعنا في حبائل السطحية وعدم الفهم ، ويشوش علينا قدرتنا على إدراك الحقائق قنصير أنصاف في كل شيء فلا نحن عرفنا جهلنا فعالجناه ولا أدركنا تقصيرنا فجبرناه بالبحث والتعلم ،
والمصيبة الكبري هي إننا جميعا مشتركون في هذا الجهل وتلك الأمية المعرفية رغم كوننا نتعاطي التكنولوجيا ونتباهى بالتعامل مع الحاسوب ونحن نجهل الكثير والكثير ولا نسعي لتطوير ذواتنا ، فهل نتوقف لحظة ونراجع انفسنا وافكارنا ومسلماتنا وننتقى منها الصالح ونطرح كل ما هو بال وعقيم من الأفكار المشوشه والمقولبة ، لنعيد صياغة الفكر الإنساني من جديد بطريقة منفتحة علي الأخر وأكثر شمولية وأاعمق إدراكا ؟
اشرف نبوي
كاتب صحفي وأديب عربي