|
تغرّبتُ في الآفــــــاق غيرَ مفـــــــارِقِ |
فيا لَمَشـــوقٍ مستطــــارٍ وشــــــــائقِ |
وخلفيَ أكبادٌ كزُغب القَطـــــا بكــــــوا |
بدمــــــــــعٍ لقلبٍ بين جنبيَّ حـــــارقِ |
ألوِّحُ كـفّــــــاً في الــــــوداعِ ترعَّشتْ |
وأربط أخـــــرى فوق كبْدٍ وخــــــافقِ |
وأســــرق دمعاً قبل فضـــــحِ مسـيلِهِ |
وفيضُ عيوني فاضحٌ كلَّ ســـــــارقِ |
فيا لك من جَلدٍ تناهــــــى بصـــــبره |
ويالك من دهــــرٍ تمـــــادى بعاشــقِ |
وما كنتُ مختـــــــــاراً بكم بــدلاً ولا |
صرفتُ فـــــــؤاداً عنكمُ غيرَ وامــقِ |
ولكنها الأرزاقُ تطلب ســـــــــــاعياً |
وليس افتراشي الأرضَ ثَمَّ بــرازقِ |
لك اللهُ من فردٍ توحَّش غربـــــــــةً |
بجوفِ الصحــــاري والغياهبِ غارقِ |
توسـَّـد أحجـارَ الهمـــومِ وما غفـا |
ولو كان تحتَ الــرأْسِ لِيْـنُ النمارِقِ |
يمنِّي بلُقيا الغائبــــــــــينَ فـــــؤادَه |
وبينهمُ في المنتـــــأى ألْفُ عــائقِ |
يمـدُّ على طولِ المدى طرْفَ آمـــلٍ |
يسابق أســـــــفاراً وليس بســـابقِ |
لعل حبيباً منهمُ إثْرَ دعوةٍ |
يحُطُّ به عندي جناحُ الخـــــوارقِ |
فما عاد إلا كاسفُ الطرْفِ ذابـــــلاً |
ووضْحُ سرابٍ في الظهيرةِ بـــارقِ |
ألوذُ بنومٍ مُكــــرَهاً علَّ طـــــــارقاً |
يزور عيوناً قد تغافت لطــــــــارقِ |
فيا ليت شعري هل أرى بعدُ عاصماً |
وأحمدَ يجري نحوَ حضني المُعانقِ |
وبِنتيَّ في صدري المُشَرَّعِ ألقتــــا |
برأسيهما حصناً بوجه البـــوائقِ |
على أن أمــــــــــرَ اللهِ لا بُدَّ نافذٌ |
وما شاء حتمٌ كائنٌ في الخــلائقِ |
أعوِّذُكم باللهِ من شـــــــرِّ حاســدٍ |
وحسبكمُ عوذاً ومن شرِّ غاســقِ |