بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة صه يا كنار
للشاعر السوداني الصاغ محمود أبوبكر
صه يا كنار و دع يمينك في يدي
و دع المزاح لذي الطلاقة و الدد
صه غير مأمور و هات هواتنا
ديما تهش علي أصيد الأغيد
*****
فاذا صغرت فكن وضيئئا نيرا
مثل اليراعة في الظلام الأسود
و اذا وجدت من الفكاك بوادرا
فابذل حياتك غير مغلول اليد
فاذا ادخرت الي الصباح بسالة
فاعلم بأن اليوم أنسب من غد
و اسبق رفاقك الي القيود فانني
اّمنت أن لا حر غير مقيد
و املأ فؤادك بالرجاء فانها
بلقيس جاء بها غياب الهدهد
فاذا تبدل شمل قومك فاجمعاً
فاذا أبوا فاضرب بعزمة مفرد
*****
صه يا كنار و دع يمينك في يدي
فكأن يوم رضاك ليلة مولدي
أنا كم رعيتك و الأمور عصية
و بذلت فيك جميع ما ملكت يدي
و جري فؤادي نحو قلبك سلسلا
لكن قلبك كالأصم الجلمد
*****
صه يا كنار فما فؤادي في يدي
طورا أضل و تارة لا أهتدي
و لأنت أعلم كيف أقتنص الهدي
حتي قنصت به سهاد الجدجد
و أري العوازل حين يملكنا الظمأ
فأموت من ظمأ أمام المورد
و أرود أرجاء البيان مداجيا
فأضيق من أناته بالشرد
*****
أنا يا كنار مع الكواكب ساهر
أسري بخفق وميضها المتعدد
وعرفت أخلاق النجوم فكوكب
يهب البيان و كوكب لا يهتدي
و كويكب جم الحياة و كوكب
يعصي الصباح بضوئه المتمرد
أن كنت تستهدي النجوم فتهتدي
فانشد رضاي كما نشدت وجدد
و ان كنت لست تطيق لومة لائم
فأنا الملوم علي عتاب الفرقد
*****
صه يا كنار فبعض صمتك مسعدي
حتي شدوت فجاء شدوك مسعدي
و فضيلة بين التبسم و البكاء
لو تعلمون، تجلد المتجلد
و تأمل ملأ التأمل حسنه
و كساه من حلل الأصيل العسجد
ألم تأجج في ثيابك لم يكن
ليزول دون اهابك المتوقد
غربت به الأيام و هي عوابس
فقضيتهن مودعا في الموعد
*****
صه يا كنار فبعض صمتك موجع
قلبي و موردي الردي و مخلدي
أرأيت لولا أن شدوت لما سرت
بي سارياتك و السري لم يحمد
*****
أنا لا أخاف من المنون و ريبها
ما دام عزمي يا كنار مهندي
سأذود عن وطني و أهلك دونه
في الهالكين
فيا ملائكة اشهدي