|
إِضْرِبْ بِعَزْمِكَ فِيْهِمْ أَيُّهَا البَّطَلُ |
إِضْرِبْ لِيُشْرِقَ مِنْ أَشْلائِكَ الأَمَلُ |
إِضْرِبْ لِيَعْلَمَ أَهْلُ الأَرْضِ أَنَّ لَنَا |
فِي دِيْنِنَا عِزَّةً أَضْعَافَ مَا خَذَلُوْا |
إِضْرِبْ لِتُشْفِيَ صَدْرَاً مُؤْمِنَاً أَنِفَاً |
يُعَاقِرُ القَلْبَ فَخْرَاً ثُمِّ يَحْتَفِلُ |
إِضْرِبْ لِتَنْشُرَ عُرْفَ المِسْكِ فِي أُمَمٍ |
زُكْمَ الأُنُوْفِ وَفِيْهِمْ أَنْتَنَ الكَسَلُ |
حَطُّوُا الرِّحَالَ بِوَادِي الهُوْنِ مِنْ ضَعَةٍ |
فَمَا ارْتَجَتْ سَيْرَهَا خَيْلٌ وَلا إِبِلُ |
يَا رَائِدَ العِزِّ كَمْ حَلَّقْتَ فَوْقَهُمُ |
بِضَرْبَةٍ لَمْ يُشِنْ تَسْدِيْدَهَا فَشَلُ |
كَالنَّسْرِ فِي الجَّوِ فَوْقَ الذُّلِّ مُرْتَفِعٌ |
بِكَ الشَّوَاهِقُ يَحْكِي فَخْرَهَا زُحَلُ |
أَمْهَرْتَهَا الرُّوْحَ بَذْلاً وَهْيَ قَائِلَةٌ |
لِكُلِّ نَفْسٍ وَإِنْ طَالَ المَدَى أَجَلُ |
وَاليَوْمَ يَلْحَقُ إِسْمَاعِيْلُ فِي عَجَلٍ |
وَفِي اغْتِنَامِ جِنَانٍ يَحْسُنُ العَجَلُ |
هَذَا الهُمَامُ الذِي أَقْصَى مَطَالِبه |
إِرْضَاءُ رَبٍّ بِمَا قَدْ جَاءَتِ الرُّسُلُ |
هَذَا الأَبِيُّ إِذَا مَا هَانَ مُحْتَزِبٌ |
هَذَا الذِي بِعُلاهُ يُضْرَبَ المَثَلُ |
هَذَا الذِي بِالتُّقَى وَالخَيْرِ يَعْرِفُهُ |
كُلُّ الوُجُوْدِ وَيَعْلُوْ وَجْهَهُ الجَذَلُ |
فَمَا تُعِيْقُ صُرُوْفُ الدَّهْرِ بَسْمَتَهُ |
وَلا يَعُقُّ نُهَاهُ المَوْقِفُ الجَلَلُ |
لَكَمْ أَضَاءَ سَبْيْلَ الحَقِّ مَنْطِقُهُ |
وَكَمْ تَدَفَّقَ فِي أُسْلُوْبِهِ العَسَلُ |
وَقَفْتُ أُكْبِرُ هَذَا الفَذَّ حِيْنَ بَدَا |
مِنْهُ الجَبِيْنُ كَشَمْسٍ مَا لَهَا أَفَلُ |
وَأَطْرَقَ الطَّرْفُ وَالهَامَاتُ شَامِخَةٌ |
فَخَرَاً تُطَاوِلُ وَالبُرْكَانُ يَشْتَعِلُ |
يَا فَارِسَ العِزِّ فِي القَسَّامِ إِنَّ لَنَا |
فِي غَضْبَةِ العِزِّ فِي إِقْدَامِكَ النَّهَلُ |
لَوْ أَلْفُ أَلْفٍ مِنَ الأَعْدَاءِ مَا رَجَحَتْ |
بِظُفْرِ إِصْبَعِهِ بَلْ كُلُّ مَا حَمَلُوْا |
فَزَلْزِلِ الأَرْضَ قَدْحَاً تَحْتَ أَرْجُلِهِمْ |
فَالمُوْرِيَاتُ بِهَا حِلٌّ وَمُرْتَحَلُ |
مِقْدَامَ تَلْبِيَةٍ بَذَّالَ تَضْحِيَةٍ |
قَتَّالَ أَلْوِيَةٍ يُلْوِي بِهَا الوَجَلُ |
يَا فَارِسَ العِزِّ فِي القَسَّامِ إِنَّهُمُ |
رِجْسٌ أَصَابَ وَقُدْسُ اللهِ تَبْتَهِلُ |
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبِّي أَنْ يَسُوْمَهُمُ |
سُوْءَ العَذَابِ إِلَى أَنْ يَنْقَضِي الأَجَلُ |
فَكُنْ بِذَلِكَ جُنْدَ اللهِ مُحْتَسِبَاً |
وَلا يُبَدِّلُ فِي إِصْرَارِكَ الكَلَلُ |
نَحْنُ الأُبَاةُ عِبَادُ اللهِ أَكْرَمَنَا |
بِالمَنْهَجِ الحَقِّ مَا هَانَتْ بِنَا سُبُلُ |
لا نَشْرَبُ المَاءَ مَا لَمْ يَصْفُ مَوْرِدُهُ |
وَلا نُهَادِنُ إِلا مَنْ لَنَا قِبَلُ |
وَلا نَذَلُّ لِمَنْ يَطْغَى بِآلَتِهِ |
وَلا نَقُوْلُ سِوَى مَا يُثْبِتُ العَمَلُ |
تَبَّاً لِمَنْ بِالخَنَا خَانَ الوَفَاءَ وَلا |
زَالَتْ عُقُوْلُهُمُ يَعْتَادُهَا الخَبَلُ |
وَقَائِلٍ خَائِنَاً مَا لِي وَمَا لِوَغَىً |
مَا لَيْسَ لِي نَاقَةٌ فِيْهَا وَلا جَمَلُ |
تَاللهِ قَدْ ظَلَمُوْا بَلْ زَادَ فُجْرَهُمُ |
أَنَّ القُلُوْبَ مَعِ الأَعْدَاءِ تَنْتَقِلُ |
مَا دَامِتِ البِيْضُ فِي الأَجْفَانِ مُغْمَدَةً |
فَلَنْ يَكُوْنَ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا نَفَلُ |
وَكَيْفَ تُرْجَى مَعِ الخُذْلانِ نَافِلَةٌ |
لَوْلا يَهُبُّ لَهَا المِقْدَامَةُ البَّطَلُ |
يَا أَيُّهَا القَلْبُ صَبْرَاً لِلْفِرَاقِ فَمَا |
مَاتْ الشَّهِيْدُ وَلكِنْ نَحْنُ مَنْ قُتِلُوْا |
قَدْ نُلْتَهَا ذُلُلاً فَاسْلُكْ بِهَا سُبُلاً |
وَاهْنَأْ أَبَا حَسَنٍ فَالجَنَّةُ النُزُلُ |
بَلَغْتَ مَا يَبْلُغُ الأَشْرَافُ مِنْ حَسَبٍ |
إِنَّ الكَرَامَاتِ مِنْ رَبِّ العُلَى نِحَلُ |
وَاليَوْمَ نَبْكِيْكَ إِسْمَاعِيْلُ لا جَزَعَاً |
لَكِنَّ مِثْلَكَ يُبْكَى أَيُّهَا الرَّجُلُ |