( مواساة و تعزية ... لن يقرأها صاحبها ! )
كما هي حروف العربية القديمة : ملامحها صحراوية .. صعب التوغل في ثناياها
كذلك ربما تبدو حروفي هذه ، إلا أنها بوح صرخت به الروح و لم يكتم القلم سره
معذرة إن كانت ترى تأوهاتٍ متمازجة غريبة .. لكنها وليدة صدمةٍ دهِشة
هلا تحملتموها ؟
:::
لم يكن يسأل عن الحال أو الدنيا ..
كلما التقينا كان يردف السلام بـ : كيف حال قلبك مع ربك ؟
و كان شيء ما يرتجف في قلوبنا .. خجل .. و ندم .. و كثير عزيمة
و كأني أسمع الصوت الهادئ يردد على مسمعي : كيف حال قلبك مع ربك ؟
كلما فترت عزيمتي .. كان يؤججها ثانية ، فكأنما الله يفتح عليه أبوابا نجهلها
و كأنما ينطق نورا أسكنه الله في قلبه و أجراه عطرا على لسانه
:::
و غاب .. لم أدر أين كان غيابه أو لم !
لكن شعورا هائلا بالإحباط حط عتمته في نفسي
كان يقول : أنتم بلغتم براعة تقودكم عبر أمواج الحياة
فماذا عمن يركبون مركبا مخروقة ؟
لكنني كنت أعلم أنه لن يغيب لأنني بلغت المدى الذي يريد
كلانا كان يعلم أنني لا أزال بعيدة .. بعيدة للغاية
و أن تلكم اليد الحانية الصارمة التي يجذبني بها رويدا رويدا
لا يزال قلبي بحاجة إليها .. و أكثر من ذي قبل
فقد زادت القمة انحدارا .. و ازداد المضي صعوبة
و ازدادت زهور الشوق إلى الله تفتحا
:::
اليوم .. عاد نور حزين يطل من بعيد ..
أملت أنه عاد أخيرا ..
لكن الآهة التي تفجرت في أعماقي زادت النفس انكسارا
رغم كل اليقين و الطمأنينة كان يلوح في عينيه حزن هادئ
ككل شيء هادئ فيه
مر بعيدا .. لم يلتفت أو يسلم مجرد سلام
لكنني .. فهمت حزن ذاك القلب الكبير
و شعرت بالدمع يتوسل لعيني .. أن أغدقي ..
و افثئي اشتعال هذه الآهة الحبيسة
و أشفقت عيني .. و فعلت .. و ازدادت الآهة اشتعالا
:::
لا أدري ..
ألي أن أواسي القلب الكبير ..
أم أنه لا يحتاجها هذه المواساة الطفلة !
أم أنني سأزيد الحزن الهادئ في عينيه اتساعا ؟
لست أدري ..
و ليتني أدري .
معذرة إن احترت في شأنك ...
كيف هي حيرة الطفل أمام نجم ساطع بعيد ..
بعيــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــد ؟
معذرة إن صمتّ ..
ما غمغمت القطرة الملوثة و النبع ينشد العطاء ؟
:::
من أي نور مبارك سُكبت روحك ؟
حفظك المولى ... و رطب بمحبته نفسك ... و رفع عنها كل هم و حزن
و جمعك مع من فقدت في جنات خلد
و جمعنا و إياكم أجمعين مع حبيبنا الذي ما فتئت ترجو لقاه
و تعلمنا هذا الرجاء .. صلى الله عليه و سلم بارك تسليما كثيرا
:::
.
.
.
غموض