حمامةُ السلام
يا بنتَ النَُّورِ أَيَا عِشقَاً
أزلِيَّاً يسكنُ أغواري
يا حُلماً عاشَ بِهِ قلبي
يشدو ويُراقِصُ أوتاري
يا سِرِّاً كانَ بِهِ حرفي
كالذنبِ يُراوِدُ سُمَّاري
أفشتْهُ الريحُ بلا خوفٍ
تتحدى بطشَ الأشرارِ
***
صافحتُكِ فجراً ممتدَّاً
يكسو الأوطانَ بأنوارِ
عانقتُ ربيعَكِ مفتوناً
بحمامٍ هيَّجَ أشعاري
فعشِقتُكِ غيثاً من حُبٍّ
ومعيناً يُجري أنهاري
لتعودَ رمالي جنَّاتٍ
ويعانقَ حُبِّي أزهاري
***
يا صِنوَ الروحِ أَيَا شوقاً
في القلبِ طغى كالإعصارِ
فركبتُ البحرَ عسى ألقى
وطني المزهوَّ بأنصاري
وأعيشُ كما أهوى حُرَّاً
وتعيشُ بحُبِّي أقطاري
فتضيءُ الكونَ مناراتي
وتُبَاهي الدنيا أقماري
***
يا ثورةَ حُبٍّ أهدتنا
بالسِّلمِ وِسَامَ الأحرارِ
صافحتُ النصرَ بِهِ مجداً
صَنَعَتهُ أيدي الثوَّارِ
يا مَنْ أحيَتْ بدَمِي شعباً
يمضي للعِزِّ بإصرارِ
ما بالُ الريحِ غدتْ تهذي
بالحربِ .. لتهدمَ إعماري؟!
***
(الحكمةُ) إيماناً غنَّتْ
(إنِّي خيَّرتُكِ فاختاري)
مابينَ الموتِ على قبري
برصاصِ البائعِ والشاري
أو عزفِ الآهِ معي صبراً
ونضالاً يُكمِلُ مِشواري
عِيشِي بالسِّلمِ وأحييني
يا مَنْ ملَّكتُكِ أقداري
***
ياسين عبدالعزيز