المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر ميمو
( 11 )
إن الدنيا تضحكُ هازئةً مُتهكمةً في وجه شُرفاءِ العالم , عندما تُجبرهم على لعبِ
دور الجمهور في مسرحٍ , يلعب فيه السارقُ دور من يحذرُ الناس من الغرقِ في
دوامة ِ السرقة , والكاذبُ دور الخطيب الدّاعي إلى تحري الصدق , والظالمُ دور
من يحدثُ الناس عن عدالة السماء في أهلِ الأرض, ثم لا يكون لهؤلاء الشرفاء
عند نهاية العرض , سوى التصفيق من نوعٍ آخر في مسرح......قلوبهم
للأسف كثيرا ما نرى هذا المشهد ,,عندما نراه كثيرا تكون الأمة في أدنى أوضاعها
( 12 )
نحن كثيراً ما نصنعُ في حياتنا مُستحيلاتِ لأنفسنا , عندما نرتضي أن يكون نصيبها
من قوةِ الإرادةِ ضعفها , ومن ثباتِ اليقين شكه , ومن شدةِ الإخلاصِ قلته وعندما نسمحُ
لها أن تركن إلى حُب الكسل , وكُره العمل , وزرعِ أشواك اليأس في بساتين الأمل , وبذلك
لنا أن نتفهم أسباب ولادة الكثير من الممكنات في حياتنا , من رحمِ تلك المستحيلات
صدقت أخي العزيز ,من المستحيلات تتولد معجزات كبيرة ,المهم أن يظل الإنسان في حركة لا تمل أبدا
( 13 )
إن أكثر أنواع الذاكرة قوةَ , هي التي تتلقى رسائل القلب الحزينة , ثم تُسارع إلى تخليصه من ثقلها ومرارتها
عبر إحراقها وذرها في عالم النسيان والعدم , و أكثرها ضعفاً هي التي تقف عاجزةً أمام رسائل قلب ٍ مكلومٍ
بمن أحب حتى......... الثمالة
وأكثر القلوب شفافية ورقة هي التي تحس بثقل المرارة في قلوب الآخرين /هذا صحيح
(14 )
لا يُهان المرءُ إذا سخر منه أسفل القومِ , وهو في عُلوٍ من الشرفِ والخلقِ
فليس للدجاجِ أن يعيب نسراً فوق القممِ , وهي و إن علت , لن تبلغ أسطُحٍ المنازلِ
ومن غير سفلة القوم من يعيب الأخرين ؟؟,شغلهم الشاغل البحث والتنقيب عن أخطاء الناس الخاصة ليسووا أنفسهم بهم ويكون ذلك لهم العزاء الوحيد
( 15 )
يعجبُ المرءُ من حالِ الناسِ , إذ يستجيبون لفطرةِ الخوفِ أكثر من استجابتهم لفطرةِ الحبِ , رغم أنها الأجمل
والأقوى , ما دامت تحمل في ثناياها معاني المودّةِ والإحسانِ والتسامح , لكنهم يرتضون لأنفسهم أن تحيا
تحت ظلالِ الخوف وكأن الإنسان قد بات هواه ....ظلم نفسه
نعم للأسف ,,هذا صحيح ,يفرح البعض كثيرا عندما يستشعر بخوف الآخرين منه ,ولو استشعر حبهم لكان أفضل وأسمى وأنقى .أستغرب كثيرا من مَن يقدر أن يحب من يخافه
( 16 )
إن من معاني قانون القوةِ والضعفِ في حياةِ البشر , أن يُصبح المرءُ ذئباً على الأضعف منه
و أرنباً أمام من هو أضعف منه , ذلك لأن العين بطبيعتها , لن تعلو الحاجب ولن تسفُلَ.......الأرض
أحقر الناس هم هؤلاء ,الشرفاء الشجعان ضعاف أمام الضعيف ,وأقوياء على القوي
(17 )
إن كثيراً من الأمنياتِ السعيدة , لتجدُ في أحلامِ الليل واليقظة , مرتعاً خصباً لها
حتى إذا ما أزف الرحيل عن ذلك العالمِ الجميل , بكل تخيلاته و أوهامه , شدت رحالها
مُرغمةًَََ لتموت في مقبرةِ الحقيقة
( 18 )
إن العظمةَ بكل وجوهها , لا يتصفُ بها إلا أُناسٌ , قد غيروا مجرى التاريخ أو حركة
الحياة , أو جعلوا لأنفسهم أو للآخرين قيمةً ,يستذكرها الناس بإعجابٍ وانبهار حتى
بعد رحيلهم , ولأجل ذلك يبدو الحديثُ عن العظمةِ , أمراً في غايةِ التفاهةِ والسُخف
إذا ما وُصف بها أُناسٌ , مروا دون أن يشعر أحدٌ بقدومهم أو ........برحيلهم ؟؟؟!!!
( 19 )
إن العالمَ يعيشُ حضارةَ العلم , لكنها حضارةٌ غير نظيفة , من حيثُ تجسدها في أخلاقِ
الناس وضمائرهم , مادام إفقارُ الشعوبِ المغلوب على أمرها , و إفسادِ نظامها
الديني والاجتماعي والفكري , هو من مُفرزات تلك الحضارة التي طغت مادتها على
روحانيتها , ومن هنا كان على الدول التي أخرجت علمها من خزانةِ الجهل أن
تُخرج إرثها الأخلاقي من خزانة الرذيلة
( 20 )
نحن نعيشُ حياتنا بفوضويةٍ منتظمة , و إذا ما عاد النظامُ ليحكمها من جديد تعثرت
عجلةُ دورانها , ذلك لأن من اعتاد أن يتنفس الهواء الملوث , كان اختناقه في
الهواء........ النظيف
يتبع إن شاء الله
هذا وما الفضل إلا من الرحمن
بقلم.........ياسر ميمو