دقت طبول الأعياد فى كل مكان فى شتّى بقاع الأرض
وبات الدق مفقود هنا فى اللا مكان كالعادة .!
فالأيام هنا سواء.، وفى سبات عميق .،
حيث لا طبول ولا أجراس ولا حُرّاس ولا أى شىء ،
فالإنعدام هنا دائماً فى إكتماله وفى أزهى حالاته وأبهى تطوراته.!
ومع شروق شمس التناقض فى الصباح
وتغريد طيور الألم على أشجار الشجن
لفت انتباهى وأنا مطل من شرفتى أمر عجيب.!؟
فعلى غير العادة أرى فى حديقتى الجرداء اليائسة جذورها التغلغل فى باطن الأرض ..
زهرةً بنفسجية فى صراع مع الحياة وأظنها
ضاقت عليها الحديقة بما رحبت.،
تراود لونها عن نفسه فيستعصم!،
تغازله وتداعبه بما تبقى عندها من رقة لم تلفحها شقوق الأرض وحشراتها.،
فيأبى ويُكشِّر عن يأسه ورفضه لرغبتها معتقداً أن فى ذلك له سبيلا للهروب من ندم وذبول
قد يُروى بهما إذا ما أشرقت عليه الشمس ولامست وجنتيه قطرات الندى صباحاً تُغمر بها عروقه ..
ورغم هذا الصد لا أزال أراها فى إصرار كبير على ما ترغب وتهوى..
فلك الله يا بنفسجة الأنين.
وأما عن النور وسطوعه هنا فأصبح ذلك بمثابة سطوعه فى منتصف الليل.!
إذ أنه يحتاج لشىء شبيه "بالطلاق" فى صِفته بأنه عمل شجاع ولكنه متأخر.!
وعن ذكر التأخر يأتى جواد النسيان كالبرق يمتطيه التذكر مُلثماً كى لا أعرفه.!
ظناً منه بأننى مازلت فى سذاجتى وغيبوبتى وسوف يخدعنى تلثمه هذا السخيف .،
ورغم البرق جاء .. فإنه متأخر جداً َ!
حيث لم يفلح سناه فى كشف الطريق أمام فارسه المغوار
وسيكتشفان فى النهاية أن طريقهما مسدود بألف حاجز وحاجز صُنِعوا
من أنين السنين ونزف قلبىّ الحزين..
ولكن كذلك تكون نهاية كل مُتسرعٍ فى هذه الحياة
يفكر.. فيهوى.. فيتمنى.. ثم يُسجن فى معتقلات رغباته ..
يجازف ويخاطر .، ولا يعترف بالواقع ولا بالحواجز .،
فيقاتل .، فيُقتل..!
ولكنّى ما قتلت.!
فأنا نُقِلت
من حيث المكان والأمان
إلى اللا مكان
واللا زمان
.
.
حيث لا حياةَ .،
ولا أملَ .،
ولا نجاةَ.،
ولا أمان
؟؟.!.؟؟
من اللا مكان (1) .!