طل الملوحي.. فتاة سورية في التاسعة عشرة من عمره، اعتُقلت على خلفية بعض ما كتبت في مدونتها، ولم يُعرف مصيرها منذ شهور، كان ممّا قرأتُه بقلمها:
(إلى السّجين الحرّ
لايضير النسر أسر
ولا يضيره سجن
فهو الطليق
وأنتم السجناء
فيكفيه في حبسه
أنه الحر الأشمّ
ويكفيكم من سجنه
أنكم الطغاة)
فكانت هذه الأبيات من يوم 19/3/2010م
___________________
طَلُّ المُلوحي يا شَذى الطَّلِّ الحَزينْ
يَغْشى أُنوفـاً بَيْنَ أَوْحالٍ وَطينْ
يا عَبْرَةَ الرَّيْحانِ تَحْكي قِصَّةً
مِنْ نَبْضِ قَلْبِ الشَّامِ مِنْ نَوْحِ الحَنينْ
عَنْ قاسِيونَ وَما أَصابَ شُموخَهُ
وَالغوطَةِ الجَرْداءِ وَالنَّهْرِ الضَّنينْ
عَنْ سَلْبِ عُصْفورٍ صَدى أَلْحانِهِ
عَنْ ذَنْبِ مًشْتاقٍ لِعِطْرِ الياسَمينْ
عَنْ نورِ فَجْرٍ لَمْ يَزَلْ خَلْفَ الدُّجى
عَنْ ظًلم لَيْلٍ يَمْتَطي ظَهْرَ السِّنينْ
طَلُّ المُلوحي قَدْ نَكَأْتِ مَواجِعاً
حَرَّى يُحَرِّقُ رَجْعُها الدَّمْعَ السَّخينْ
إِبْليسُ يَخْجَلُ مِنْ تَمادي ثُلَّةٍ
لا عِرْقَ فيها لِلْحَياءِ وَلا جَبينْ
فَالشَّرُّ فيهِمْ سادِرٌ وَمُعَرْبِدٌ
وَالحُرُّ مَقْهورٌ يُعاني أَوْ سَجينْ
حَتَّى غَدَوْا في الشَّرِّ عاراً يُحْتَذى
مِنْ كُلِّ مَوْبوءٍ وَنَمْرودٍ ضَغينْ
بِئْسَ الرُّجولَةُ أَنْ تُخيفَ حَرائِراً
بِئْسَ الوَضاعَةٌ أَنْ تُريعَ الآمِنينْ
طَلُّ المُلوحي قَدْ كَشَفْتِ عُيوبَنا
يا روحَ شَعْبٍ عاشَ يَقْتاتُ الأَنينْ
يا دَمْعَةً سالَتْ عَلى أَوْداجِنا
مَنْفوخة فَنَعَتْ شِـفاهَ الصَّامِتينْ
قَدْ نَكَّسَ الإِجْلالُ كُلَّ جِباهِنا
حَتَّى مَتى نَرْضى البَقاءَ مُنَكِّسينْ
يا صَرْخَةً شَقَّتْ سَكينَةَ لَيْلِنا
جَوْرُ اللَيالي لا يُراعي النَّائِمينْ
صَوْتُ الفِدا مِنْ وَرْدَةٍ جورِيَّةٍ
نادى الأُنوفَ الشُّمَّ أَلاَّ تَسْتَكينْ
طًلُّ المُلوحي يا مَنارَ أُباتِنا
يا أُخْتَ "هَيْثَمَ" في طَريقِ الصامِدينْ
يا مَنْ بَعَثْتُمْ في دَياجيرِ الدُّجى
نوراً فَهَلْ يَخْشاهُ غَيْرُ الظَّالِمينْ
أَشْعَلْتُمُ الآلامَ وَالآمالَ في
أَحْداقِنا مِنْ شُعْلَةِ النُّورِ المُبينْ
فَجْراً تَفَجَّرَ مِنْ شَرايينِ الفِدا
مِنْ كِبْرياءِ العِزِّ في حَبْلِ الوَتينْ
لَنْ تَحْرِقَ النَّارُ الشَّآمَ فَوَيْحَهُمْ
مِنْ نورِها يَغْشى عُيونَ الحارِقينْ