|
عَبَثًا تُنَاجِزُ دُونَ عَرْشِكَ عَاكِفَا |
يَا أَيُّهَا القَزَمُ الدَّعِيُّ أَمَا كَفَى؟ |
تَهْذِي وَتَتَّخِذُ المَوَاقِفَ خُدْعَةً |
وَتَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ كَسَبْتَ مَوَاقِفَا |
أَبْدَيتَ مِنْ هَرَجِ التَّدَهْوُرِ عَوْرَةً |
وَطَفِقْتَ مِنْ وَرَقِ التَّهَوُّرِ خَاصِفَا |
وَلَكَمْ وَعَدْتَ القَوْمَ عِنْدَ وَعِيدِهِمْ |
وَتَعُودُ بَعْدُ لِمَا وَعَدْتَ مُخَالِفَا |
أَسْقَمْتَ بِالقَهْرِ الصَّحِيحَ تَحَسُّرًا |
وَتَرَكْتَ بِالفَقْرِ العَلِيلَ بِلا شِفَا |
خَرَّبْتَ فِي مُدُنِ البِلادِ وَفِي القُرَى |
وَقَتَلْتَ أَحْرَارًا بِهَا وَغَطَارِفَا |
وَأَصَبْتَ كَوْكَبَةَ الأَكَارِمِ بِالأَذَى |
وَقَذَفْتَ مِنْ فَمِكَ الكَرِيهِ عَفَائِفَا |
وَأَمِلْتَ مِنْ رَفْعِ الأَسِنَّةِ فِتْنَةً |
وَنَسِيتَ مِنْ صِفِّينَ تِلكَ مَصَاحِفَا |
قَالُوا ذَكِيٌّ فِي التَّصَرُّفِ قُلْتُ ذَا |
إِنْ كَانَ لِلخُبْثِ الذَّكَاءُ مُرَادِفَا |
وَلَقَدْ سَقَى الإِذْلالُ كُلَّ مُعَجْرَفٍ |
فَهَلِ اتْعَظْتَ بِمَنْ تَعَجْرَفَ آنِفَا |
أُوْرِثْتَ مِنْ سَبَأٍ مَقَامًا شَارِفًا |
فَجَعَلْتَ جَنْيَ الجَنَّتَينِ عَجَارِفَا |
وَنَقَبْتَ تُفْسِدُ فِي البِلادِ فَأَزْبَدَتْ |
سَيْلا أَتَى مِنْ سَدِّ مَأْرِبَ جَارِفَا |
مَنْ أَنْتَ مِنْ بَلْقِيسَ حَتَّى تَزْدَرِي؟ |
بِالحُرِّ مِنْ رَأْيِ الأَكَابِرَ صَادِفَا؟ |
مَنْ أَنْتَ مِنْ يَزَنٍ يَصُولُ وَأَنْتَ فِي |
جُبْنٍ تَذَلَّلُ لِلعَدِوِّ مُحَالِفَا |
إِنْ كَانَ قَدْ فَاتَ القِطَارُ فَإِنَّمَا |
فَاتَ القِطَارُ عَلَيكَ وَحْدَكَ خَالِفَا |
لَوْ جِئْتُ أُحْصِي مَا ارْتَكَبْتَ سَفَاهَةً |
لَمَلأْتُ مِمَّا قَدْ جَنَيتَ صَحَائِفَا |
لَكِنَّ شَرَّ خَسِيسِ نَفْسِكَ مَيْنُهَا |
وَأَشَدَّهَا غَدْرٌ تَبَسَّمَ زَائِفَا |
لا يُعْرَفُ الرُّبَانُ مِمَّنْ يَدَّعِي |
إِلا إِذَا فِي اليَمِّ وَاجَهَ عَاصِفَا |
وَأَرَاكَ قَدْ أَغْرَقْتَ كُلَّ سَفِينَةٍ |
تَجْرِي بِرِيحِ العَدْلِ تَحْمِلُ نَازِفَا |
العَدْلُ مِفْتَاحُ القُلُوبِ وَحَارِسٌ |
يَهْدِي العُقُولَ وَلا يُخَيِّبُ لاهِفَا |
لَوْ كُنْتَ فِي يَوْمٍ سَلَكْتَ سَبِيلَهُ |
لَرَأَيْتَ كُلَّ الشَّعْبِ خَلْفَكَ هَاتِفَا |
مَهْ يَا بْنَ آوَى فَاللُيُوثُ عَزِيزَةٌ |
تَحْمِي العَرِينَ وَلا تَخَافُ مُنَاكِفَا |
قَدْ زَالَ لَيلُ الوَهْمِ وَاتَّضَحَ المَدَى |
وَالصُّبْحُ أَشْرَقَ لِلحَقِيقَةِ كَاشِفَا |
صَنْعَاءُ مَعْ تَعْزٍ وَمَعْ عَدَنٍ وَمَعْ |
إِبٍّ وَمَعْ لَحجٍ تَعَافُكَ هَارِفَا |
فِي سَاحَةِ التَّغْيِيرِ جَلْجَلَ صَوْتُهُمْ |
إِرْحَلْ وَجُنْدَكَ لا نُرِيدُ سَفَاسِفَا |
لَمْ يَبْقَ مِنْ دَهْرَيكَ إِلا لَيْلَةٌ |
لِتَعُودَ مِنْ هَوَجِ التَّصَلُّفِ رَاسِفَا |
وَيُعُودَ لِليَمَنِ العَظِيمِ إِبَاؤُهُ |
وَطَنًا عَلَى قِيَمِ التَّحَضُّرِ وَاقِفَا |
وَيُعِيدُ هَذَا الشَّعْبُ كُلَّ نَجِيبَةٍ |
فِي جُعْبَةِ التَّارِيخِ أَدْرَكَ سَالِفَا |
مُتَعَاطِفًا مَعْ كُلِّ حَقٍّ شَامِخًا |
مُتَكَاتِفًا فِي أَرْضِهِ مُتَحَالِفَا |
عَرَبًا مِنَ الأَقْحَاحِ أَهْلَ مُرُوءَةٍ |
يَسْعَونَ فِي سُبُلِ الصَّلاحِ طَوَائِفَا |
الأَنْقِيَاءَ مَطَارِفًا ، الأَتْقِيَاءَ |
مَغَارِفًا ، الأَذْكِيَاءَ مَعَارِفَا |
المُغْدِقِينَ عَلَى الزَّمَانِ سَمَاحَةً |
الأَكْرَمِينَ خَلائِقًا وَخَلائِفَا |
طُوبَى فَقَدْ بَلَغَ الرَّجَاءُ وَأَيْنَعَتْ |
قِمَمُ الوَفَاءِ وَبَاتَ نَصْرُكَ زَاحِفَا |
فَاعْتَدَّ يَا يَمَنَ الخِلالِ وَقُمْ إِلَى |
هِمَمِ الرِّجَالِ تَعُدْ بِمَجْدِكَ وَارِفَا |