|
العشق في القلب نور البدر في الظلم |
ينهل كالفيض يحيي الأرض من عدم |
إن كنت تعرف نار العشق ساكبة |
دموع عين جرت ليلا كما الحمم |
فلا تسلني وسل شعري وقافيتي |
عن نبض قلب سما شوقا عن الحكم |
وإن جهلت هوى العشاق من سقم |
فاحفظ لسانك عن شك وعن تهم |
إن الذي يعرف الأشواق يحجبها |
عن كل قلب خلي عاش كالنعم |
واهمس به للهوى شعرا يرتله |
شدو الطيور على الأشجار بالنغم |
إني عشقت غزالا كنت أحمله |
بين الجفون وبين القلب والقلم |
أخفيت حبي عن الأشعار فاحترقت |
أبيات شعري بليل أربد بهم |
خفت الوشاية من شعري فعذبني |
كتمان حبي عن الأشعار بالكتم |
أهديت روحي لمن أهوى وتحملها |
حروف شعر غدت عشقا مع القيم |
مازلت أعشق من بالقلب تملكه |
بالهجر والبين والتبريح والألم |
حتى انثـنى الشعر عن دربي وعن سبلي |
وحاد فكرى عن شوقي وعن كلم |
حدثت شعري والأوزان أطلبها |
فلا تجيب دعاء القلب بالندم |
سألت شعري قال اسمع ملاحظتي |
العشق يفنى بموت الجسم والهرم |
إلا هواك لنور ما به خلل |
أحيا الخلائق من جهل ومن عدم |
أهديك شعري وما الألفاظ جامعة |
مقدار حسنك يا مختار فاستلم |
يامن بعثت الى الأكوان فارتفعت |
بطحاء مكة فوق الناس والأمم |
بدت بشائره في الكون أجمعه |
وسل بحيرة عن بشراه وابتسم |
أنواره قد بدت بشرى لتعرفها |
كل القلوب بمحض الفضل والكرم |
لما بعثت الى الدنيا يطوقها |
قناع ظلم سرى شبحا مع القدم |
وكان قومك يا مختار تعرفهم |
لا يعبدون سوى الأوهام والصنم |
عاشوا حيارى وثوب العقل مزقه |
نسر الغواية والتنجيم بالنجم |
لا يعبدون سوى الأصنام معقلهم |
هوى النساء وعشق السهل والعلم |
ساموا العبيد عذاباً إذ تصورهم |
أن العبيد كنوق البيد والبهم |
لا تعرف الروح درباً في مسالكهم |
لا يعرف النور قلباً جل عن تهم |
صاروا جسوماً بلا عقل ولا فكر |
تفوح منها رياح الجهل كالرمم |
أحلامهم في سياج الجهل ترمقها |
كالريح تعبث بالأشجار والعنم |
حتى نزلت وليداً ساجداً ولهاً |
بالذكر والعلم والتوحيد والقيم |
من بطن آمنة للعالمين بدا |
نور الهدى والتقى والفضل والكرم |
نشأت فيهم يتيماً ترتقي أدباً |
حتى علوت على الأخلاق بالشيم |
أصنامهم شهدت في يوم مولده |
لما تنكست الأصنام في الحرم |
غنت طيور الورى لحنا بلا وتر |
وفاح عرف الربا عطرا على القمم |
تمايل العرش والكرسي في عجب |
لما بدا نور خير الخلق في القدم |
تزلت جبهتك الغراء ساجدة |
والقلب ينبض بالتوحيد والهمم |
جبريل يهبط والأملاك تتبعه |
وازينت جنة الفردوس بالرسم |
الله أكبر ما الأكوان فاتحة |
صدر الأمومة للمختار في اليتم |
لكنه فاق خلق الله قاطبة |
في الحب والود والتحنان والرحم |
والشمس تدنو مع الإصباح ساجدة |
لله شكرا ونجم الليل في غسم |
وبان نور الهدى في يوم مولده |
حتى انمحى الظلم والإشراك فاستقم |
نشأت فيهم كريماً من بني كرم |
حتى علوت على الأعراب والعجم |
قد لقبوك بصدق القول في صغر |
وما الصدوق على قول بمتهم |
وما ا شتهيت كأطفال ببادية |
نوعاً من اللهو او نوعاً من الخرم |
حتى اصطفاك إله العرش فارتحلت |
أدواء نفس تصيب الروح بالسقم |
أعلنتها في سماء الكون عالية |
فاصدع بأمرك يا مختار واحتكم |
قد خضت بحراً من الأهوال مقتحماً |
وما انثنيت عن الدعوى ولم تنم |
دعوت قومك للإسلام فانفجرت |
أنهار نور تضيء الكون من ظلم |
وكيف تنبت أرضا بعدما عقمت |
الا بماء الهدى والشرع فالتزم |
بالحلم والعلم والإسلام كنت لهم |
وما دعاك الهوى أن ترتوي بدم |
أتاك جبريل بالإسراء يحملها |
بداية الفتح والمعراج في الختم |
صلى إماماً وكل الرسل تتبعه |
وقدموا المصطفى بالفضل والقسم |
ثم غدوت الى العلياء فابتسمت |
عين السماء بلقيا الخير والنعم |
أبواب مجدٍ غدت تشدوا بمقدمه |
وازين العرش والكرسي في هيم |
حتى رأيت إله العرش يرمقه |
قلب البصيرة_ جل الله _عن تهم |
قد أخرجوك من الأوطان تعشقها |
وعذبوك مع الأطفال والخدم |
مشى على الرمل لم يظهر له أثر |
فوق الصخور ترى الآثار من قدم |
رفعت دينك والآمال تحمله |
نحو المدينة فالأشعار من أمم |
حتى نصرت بأمر الله فارتعدت |
كتائب الشرك فانهدت ولم تقم |
وعدت فيهم بأمر الله منتصراً |
كنت العفو فلم تظلم ولم تسم |
دعامة الحق في يمناك ثابتة |
وهيكل الشرك لن يعلو ولم يدم |
أدرت وجه الهدى للعرب تعكسه |
بطحاء مكة أنوارا على الأمم |
أكملت دين الهدى بالعلم فارتفعت |
مكارم المجد فوق العز والهرم |
إني مدحتك يا مختار منتظراً |
منك الشفاعة يوم المحشر الحزم |
كيما أفوز بكأس أنت غارفه |
بكف جودك في التحقيق والحلم |
صلى عليك إله العرش ما سطعت |
أ شعة الشمس فوق السهل والعلم |