ساعات ونودع عام حافل بالأحداث …
تجلت فيه حقائق وغابت أخرى….
صدقنا أناس لطالما كذبناهم وسفهنا آرائهم
وكــذبنا آخرون وبان عوارهم…
وطوى معه أسماء كان من الصعب علينا ان نتخيل إزاحتهم..
وهاهم الآن كأن القوم ماكانوا !!
عام بدون مدمر ليبيا ولا شين تونس ولا طالح اليمن
و لا سارق مصر وآخر مازال يترنح ….
عام أنتفضت فيه شعوب وخمدت أخرى ..
وهوس الحرية يلف كل ركن وكل شارع عربي.
وحكومات تخشى من إنتقال العدوى لبلدانها..
و أعداء كُشِف لنا سترهم لطالما سلمت رقاب الأمة لهم
و قرابين الحرية تذبح على نصب الكراسي والسلطة
ويبدو وكأن الكل يتكلم ولا أحد يستمع!!
الكل يطالب ويتذمر والهرج في كل مكان..
تراكمات ظلم سابق وحسابات قديمة تتم تصفيتها..
أنزوى أناس كم تمنيت ان يبرزوا
وصعد المسرح أناس كم تمنيت ان يخرسوا
الحدث أكبر ممـــاهـو موجود .
أكبر من ان يتكلم فيه أكبر خطيب مفوه
واكبر من ان تنقله صورة او مشهد
و أعظم من يتناقله العامة ويلكونه بإلسنتهم
وكأن هناك أمر يُدبر بليل للأمة
أيدي خارجية ربما…
ولكنها سمفونية تُـعزف ويطرب لها آخرون..
وجد البعض فيها ضالتهم وحريتهم وحقوقهم المسلوبة
وتصحيح مسار لطالما تمنوا تقويمه والمشاركة فيه
ويبدو أنا سننتظر كثيراً حتى تنتهي الإرهاصات
وتنجلي غيوم زوابع الشعوب الثائرة
فالأمر يحتاج لشخص ما يقف بعيدا
لكي يرى المشهد بالكامل وكل تفاصيله
فمن يقف داخل مبنى لايمكنه رؤية كيف يبد من الخارج
ومن يقف على ظهر القمر لا يرى إستدارته وجاذبيته
وكثيرا من الامور تُحكى بعد سنوات ….
وعامنا الذي يلملم أطرافه يوشك على الرحيل ..
ولنرى ما سيخلف من ذكرى تستحق البقاء.