الشاعر الأمير أسامة بن منقذ
أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر ين منقذ الكناني الكلبي الشيزري، ابو المظفر مؤيد الدولة:"
"488-584هـ=1095-1188م"
في السنة نفسها التي قرأ فيها البابا "أوربانوس الثاني" في كليرمونت خطابه الذي يعد البداية الحقيقية لانطلاق الحروب الصليبية،
ولد أسامة بن منقذ في 27 جمادى الآخر 488هـ4تموز1095 م. وقد سمي بذلك الاسم
تيمناً بأسامة بن زيد، الصحابي الجليل أول قائد عربي عهد إليه أمر فتح الشام.
في المقدمة التي وضعها فيليب حتى لكتابه "الاعتبار" الذي حققه يصفه بقوله:
"عاش أسامة شهماً فارساً، وزها مجاهداً مقاتلاً، ولمع أديباً وشاعراً. تلهّى صياداً وقضى الكثير من سنيّه جواباً."
عاش أسامة في شيزر زماناً ليس بالقصير خلال إمارة عمه سلطان. ومعظم الحوادث التي أرّخها في "الاعتبار" جرت في هذه الفترة. وعلى الرغم من أنه كان "أحد إخوة أربعة، هو ثانيهم" فإن عمه اصطفاه، وشمله بعطفه وحنانه، ودرّبه على فنون القتال والكر والفر.
وكما يلاحظ د.حتّى فإنه كان "يمتحن بالسؤال حضور ذهنه في ساعة القتال". وظلت علاقته طيبة بعمه هذا، ما دام لم يرزق بولد، حتى إذا رزق بولد يخلفه تحوّل عن ابن أخيه أسامة،
فغادر شيزر موقتاً عام 1129. ثم غادرها نهائياً بعد وفاة أبيه شقيق سلطان في 30أيار 1137م.
يتنقل بين العواصم العربية
كان أسامة يحب السفر والتنقل، فتنقل بين دمشق والقاهرة والموصل والقدس ومكة والمدينة وسواها.ومكنته مكانته الاجتماعية وثقافته من الاتصال بكبار زمانه، "فقد صرف معظم شبابه في البلاط النوري بدمشق، وفي قصر الخليفة الفاطمي بالقاهرة، وغالب سني كهولته في الدار الأتابكية بالموصل، وفي حصن كيفا على دجلة"
أصدقاء في السلم أعداء في الحرب
وكان له موقف متميز من الصليبين، فقد صاحبهم ولا سيما الفرسان منهم أيام السلم وقاتلهم في زمن الحرب، فقد تعرف شخصياً ببوهمند وتنكور وفُلك من الأفرنج الصليبيين" فكان بذلك مثال الفروسية العربية الإسلامية في أواسط القرون الوسطىى ويمكن القول إن سيرته، توازي الأحداث التي جرت في بلاد الشام في القرن الثاني عشر الميلادي_ وقد عاش أسامة ستاً وتسعين سنة قمرية_
وهو الزمن الذي غزت بلادنا فيه الجيوش الصليبية في حملاتها الثلاث الأولى
وما أقل الأمراء الشعراء....... والشعراء الأمراء في تاريخ الأدب العربي.
إنه أمير مقاتل شهم غيور، وقبل هذا وذاك إنسان يأخذه الحياء والكتمان.
إذن، فلا بد من أن يكون له دستوره الخاص في الحب والتغزل.
وهكذا فإنه يقترب وهو بعيد، ويبتعد وهو قريب. على أن الزِّمام يفلت من يده في أوقات كثيرة،
فنحسّ حرارة لافحة ووجداً يضرب القلب، وشوقاً يذيب الصبر.
الشاعر الأمير أسامة بن منقذ
قل لمن أوحش بالهجر جفوني من كراها
والذي أوهم عيني أن في النوم قذاها
ياملولاً قلما استُرعي عهوداً.. فرعاها
يا ظلوماً كلما استعطفته، صدّ وتاها
زدت في تيهك والشيء إذا زاد تناهى
تنقضي دولة الحسن وإن طال مداها
راحتي لو سمع الشكوى إليه ووعاها
غير أن الصم لا تسمع دعوى من دعاها
وهو لونادى عظامي رمّة، لبى صداها