|
سهر اللَّيـل وانتشـى القنديـلُ |
والقوافـي كؤوسهـا سلسبيـلُ |
وتغنّت بالحـبّ ورقـاء روحـي |
لحنُها الشوقُ والحـروفُ هديـلُ |
والمعانـي تنثـال شـلاّل نــورٍ |
ترتوي منه فـي الفـؤاد حقـولُ |
ثمّ يجري على المـدى نهـرُ حـبٍّ |
كلّ نبـتٍ فـي ضفّتيـه جميـلُ |
فإذا الغصن ، مورقًـا ، يتسامـى |
بعـد أن كـان يعتريـه الذبـولُ |
وإذا الكـون حولنـا مهرجـانٌ |
فيـه للشّعـر ساحـةٌ وخيـولُ |
أيها القلب حان وقـت الأغانـي |
فليكـن منـك للسعـاد ِ قَبـولُ |
واقتل الصّمت في مدائن روحـي |
واترك اللّحن في عروقـي يجـُولُ |
وامسح اليأس من عيون القوافـي |
علّ ليلَ السّهـادِ عنـك يـزولُ |
وامنـح العمـر فرصـةً للأمانـي |
لا تقلْ لـي : بلوغُهـا مستحيـلُ |
نال منّا الشّجـا وعشـّش دهـرًا |
والأسـى حِملُـه علينـا ثقـيـلُ |
جاءنـا اليـوم بالهنـاء بشـيـرٌ |
كيف إذْ جاءَ عن لقـاهُ نحـولُ؟! |
عاش فينا الهجيـر عمـرًا فهـلاّ |
ضمّنـا يـا فـؤاد ظـلٌّ ظليـلُ |
كيف نخشى السّحاب من بعد قحطٍ |
والظّما عهده طويـلٌ طويـلُ ؟! |
أيها الشّعر هل ركنتَ إلـى الحُـز |
ن ِ فلـم يبـق َللهنـاء سبيـلُ ؟! |
هاهو الكـون يصطفيـك لتحيـا |
في زمان المنـى فمـاذا تقـولُ؟! |