صخبٌ...صخب
في عينيه كثيرٌ من الصخب
وأُمنياتٌ ثكلى
وأحلامٌ مرتعشة..متقوسة
ترقص في جماعات مائجة
وتفرد أشرعتها في انبهارٍ حانق
وتخطو..لتضمحل..وتحترق
فوق ربوة الشمس الحارقة في عينيه
وهي تنشد في غفلة من الكون
أهزوجة البؤسِ
بصوت من برقٍ ورعد
بركانٌ من الصخب الأرجواني
يحتضنه في حصارٍ مشروع
جفنٌ من ماء
احترف في لهفةٍ
فن الغضب
ويعودُ ذلك الصخب
في أروقة عينيه ..خلف مقصلة أهدابه
ليمحوني..كإمضاء البحر
على جبين الرمل
كتبخر أعمدة العشب
عندما تزورها النار
يمحوني
ثم يعيدُ انسيابي
لأمضي
بين رُدهات أفكاره المائية
فوق جبين أحلامه المشحوذة
عبر غمامة ظنونه
ودرب قامة وجوده الجبلية
امضي
لأبحث عن مخرج
بوصلتي محروقة..وجسدي ضال
لكني أريد أن امضي
عبر ذلك الصخب في عينيه
لأسفح أحزاني..وأحزانه
وأهدر يأسنا
على شفا هاويةِ الطرب
صخبٌ..صخب
بعينيه كثيرٌ من الصخب
وشعوذةٌ مجنونة
تنقشُ طلاسم حضورهِ
فوق ظلال الأرض
فوق ذاكرتي العمياء
وعلي لحظاتي الُمتفسخة
وبسمتي الموؤودة
شعوذة
تُحرض الكون ليورث قلمي
مداد من ضوء القمر
لأسطر على صفحة الليل
سر سقوط أعوامي
في بئر الغيب
وسر اتكائي..على وجه الفجر
انتظرك لتأتي في صخب
لتفتح ذلك الكهف في فيك
وتمد لسانك المرجاني
وتلعق في صمتٍ..صمتي
ثم يعودُ الصخب
ويخطو في غفلةٍ ..كالبرق
إلى محراب الحزن في عيني
حيثُ الشمس منهكة
والأشجار متحجرة
والمحيط ساكن
ليعبث بكل وجودي
ولنذوي معاً
في رنةِ الألم الملتهب
ذلك الصخب
يُعري الكون من الصمتِ
ويذكي محرقة النجوم
يغتصب ظلال الأرضِ
ويرسل عابثاً إلى السماءِ
عشرين نيزكاً
وبضع شُهُب