فهذه من أجمل القصائد عند أبي تمام ( حبيب بن أوس ) رحمه الله ، أحبّها جدّا ، وقد اخترتُ لكم إخواني أخواتي أجمل ما فيها ، أتمنى أن تنال إعجابكم ، ومن أراد أن يقرأها كاملة فعليه بديوانه ص ( 98 . 99 . 100. 101 طبعة دار الكتب العلمية)
غدت تستجيـرُ الدمع خوفَ نوى غـدِ
وعـاد قتـاداً عنـدها كـل مـرقـدِ
وأنقذها مِـن غَمـرةِ الـمَوت أنَّـهُ
صُـدودُ فـراق لا صُـدودُ تعمّــدِ
فأجـرى لها الأشفـاق دمعـاً مـورّداً
من الـدّم يـجري فوق خـدٍّ مـورّدِ
هـيَ البـدرُ يغنيهـا تـودّدُ وجههـا
إلى كـلّ من لاقـت وان لـم تـودّدِ
ولكننـي لم أحـوِ وفـراً مجمّعــاً
ففـزتُ بـه إلاَّ بشمــلٍ مبـــدّدِ
ولـم تعطنـي الأيـامُ نومـاً مسكّنـاً
ألـذّ بـه إلاَّ بـنــومٍ مشـــرّدِ
وطـولُ مقام الـمرء في الحـيّ مخلـقٌ
لديبـاجتيـهِ فـاغتـرب تتجــدّدِ
فإنـي رأيتُ الشمـسَ زيدت مـحبّةً
إلى النـاس أن ليسـت عليهم بِسَرمَـدِ