[COLOR="Bl] دين الله ليس هبا
رد على من يسبون الله ويتعدون حدوده
أينَ التساميَ أين الطهرَ والأدبا
يا بنتَ بلقيسَ دينُ الله ليس هبا
أكل من شط عن ميدان عـزتهِ
أرخى العنانَ وعن أخلاقه انقلبا
أكلما نفخ الشيطان نزغتـــه
أباح حُرمة من أبرى ومن وهبا
أكلّ من رام حظ النفس في بلدي
ألفيتـــه يهتك الأستار والحجبــا
ألفيته يبتغي الأهــواء في خبر
أو خطبــــة أو مقالات إذا كتبا
لله ما ذا دها بعض الشباب وهم
في أمةٍ دينها التوحيد مذ دأبـــا
وكـــم يعز عليها أن يشط هوى
أبناؤهــا ويَسُبُّ اللهَ مـــن رغبا
يقول في الله قولا جاحدا نزقا
يرضي مأربه أو يطفئُ الغضبا
أو يشتري بأذى الأجيال ذمته
أو يبتغي العز أو يرجو به ذهبا
تالله ِ لا ينصرُ الرحمنَ من تبعوا
أهواؤهم وأضاعوا عمرهم لعبا
الفحش للناس سوء ذُم صاحبه
فكيف لو كان في الله الذي وهبا
فلا كرامة تغشى من يهين أخاً
فكيف من سب رب الناس واكتتبا
وكيف للناس يـوما أن يقودهـــم
شنئان قوم أغاضَ العجم َ والعربا
الفحش يقتل أخلاق الرجال فما
أوهى البذيءَ وإن ناصحته غضبا
تأباه فطرة كل الناس قاطبةً
حتى البهائم تأبا الفحش والكذبا
ويلاه من لفظة تردي بصاحبها
فلا يبالي بما ألقى وما خطبا
ولا يبالي بلـــوم أو بعـــاقبـــة
تأتي عليه إذا ما استمرأ الكذيا
يا ويح مُجترئ لم يرعوي رغباً
عن سب خالقه أو يتقي رهبا
يـــا ويح من ذهبت آدابه ونبتْ
وقــال في الله قولا سافرا ونبـا
يعتز في نزق الألفاظ يحسبها
قرآنَ تتلى ويغدو في الورى طربا
يعتز بالمال أو بالجاه في صلف
يختال منتفخا من دونه الشهبا
كأنـــــه سيد الدنيا ومالـــكهـــا
لا ند يبلغـــه علمــــــا ولا رتبا
فكيف ينسب للثوار من سقطت
أخلاقهم وأثاروا الذعر والشغبا
وكيف ينسب للتاريخ من ذهبوا
فكــــل من ذهبت أخلاقه ذهبــــا
لا تنسبوا أيها الأحرار شارتهم
فما لمن سقطت أخلاقهم نسبا
[/COLOR]