انتفاضةُ المدفع / قصيدة رائعة لأحمد مطر
اقتنيتُ هذه الأيام الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر المجاهد أحمد مطر رحمه الله ، فبينا أنا أقلّب صفحات الكتاب بشغف وقعت عيناي على هذه القصيدة الرائعة ، فأحببت إتحافحكم بها / ولعلي أنقل في هذا الصّرح المبارك الكثيرَ من أشعاره في الأيام القادمة إن شاء الله ، لاسيما أشعاره التي تندّد ببني صهيون والمارقين والمنافقين والمرتدين وتشجب الظلم والظّالمين ، وإن استطعت أخي القارئ شراء ديوانه فافعل ففيه ما يقرّ العين ، ويرضي لذّائقة .. وبالله التوفيق ، ...
قال رحمه الله :
خل الخطاب لمدفع هدّار
واحرق طروس النثر والأشعار
وانهض فأصفاد الإسار لساكن
ومسرة التيسير للسيار
كم عازف عن جدول متوقف
ومتابع ميل السراب الجاري
لولا اصطراع الأرض ماقامت على
يم الدجن سوابح الأقمار
وقوافل الغيث الضحوك شحيحة
وكتائب الغيم الكظيم جواري
فاقطع وثاق الصمت واستبق الخطى
كالطارئات لحومة المضمار
أنت القوي فقد حملتَ عقيدةً
أما سواك فحاملو أسفار
يتعلقون بهذه الدنيا وقد
طبعت على الإيراد والإصدار
دنيا وباعوا دونها العليا
فبئس المشتري، ولبئس بيع الشاري
ويؤملون بها الثبات فبئسما
قد أملوا في كوكب دوار
أنت القوي فقل لهم لن أنثني
عما نويت وشافعي إصراري
لن أنثني فإذا قتلت فإنني
حي لدى ربي مع الأبرار
وإذا سجنت فإنما تتطهر
الزنزانة السوداء في أفكاري
وذا نفيت عن الديار فأينما
يمضي البريء فثم وجه الباري
وإذا ابتغيتم رد صوتي بالذي
مارد عن قارون قرن النار
فكأنما تتصيدون ذبابة
في لجة محمومة التيار
إغرائكم قدر الغرير، وغيرتي
قدر بكف مقدر الأقدار
شتان بين ظلامكم ونهاري
.شتان بين الدين والدينار
الأعمال الشعرية ص 154 طبعته دار صفحات للدراسات والنشر