قال صاحب عيون الأخبار: قيل لعمر بن زيد
كيف بر ابنك بك؟
قال: ما مشيت نهاراً قط إلا وهو خلفي,
ولامشيت ليلاً إلا وهو أمامي
ولا رقيَ سقفاً وأنا تحته
تحمّلْ عن أبيكَ الثّقلَ، يوماً، *** فإنّ الشّيخَ قد ضَعُفتْ قواهُ
أتَى بكَ عن قَضاءٍ لم تُرِدْهُ، *** وآثَــرَ أن تَفــوزَ بمــا حَـــواه
صَديقُكَ في الجِهارِ عدوُّ سِرٍّ، *** فلا تأسَفْ إذا شحَطَتْ نَواه
ركنتَ إلى الفَقيرِ، بغَيرِ عِلمٍ، *** وكـــــم زَوْرٍ لســائِلِــــهِ رَواه
وما في نَشرِ هذا الخلقِ نُعمى، *** فهل يُلحَى الزّمانُ إذا طَواه؟
فصِيلُ أخيك يَشكو طولَ ظمأ *** بما لاقَى فصيلُكَ من غَواه
وكيفَ يؤمّلُ الإنسانُ رُشداً، *** وما يَنــفَـكُّ مُتّبِــعــاً هَـــــــواه
يَظُنُّ بنَفسِهِ شرفاً وقدْراً، *** كــأنّ اللَّــهَ لـم يخــلُقْ سِـــــــواه
ألا تَثني جِمالَكَ نحوَ مَرْعًى، *** فهَذا الرّملُ لم يَنبُتْ لِــــــــواه
ولَستُ بمُدرِكٍ أمراً قريباً، *** إذا مـا خـالقــي عنّــــــــــي زَواه