|
هَلْ شقَّك الغمُّ أَمْ قَدْ نَابَكَ الصَّمَمُ؟! |
|
|
أَمْ رَانكَ الْهَمُّ أَمْ هلْ زَاغَتِ الذِّممُ؟! |
أَغَابَ عَنْكَ مَلَاكُ الشِّعْرِ مُرْتَحِلًا؟! |
|
|
أَمْ قَدْ أَصَابَكَ في كَيْنُونةٍ عَدَمُ؟! |
يَا شَاعرَ الْفَجْرِ لَيلُ الْحِقْدِ مُشْتَملًا |
|
|
بَلْ فَجْرُ شَدْوِكَ ضَلَّتْ كيسَه الغُنَمُ |
فَارْحَمْ فُؤَادَكَ حِين الذَّبْحِ وَ اعْذُرَهُ |
|
|
وَ ارْجُمْ هَواجِسَهُ إنْ رَصَّهَا النَّدمُ |
عارٌ عَليكَ تَرَى الِإعْصَارَ هَائجَهُ |
|
|
تَظلَّ تَسْعَى بِصَدْرِ الْمَاردِ الْقَدَمُ |
الزَّهْرَ تَرْمِي بدوْرٍ أَنْتَ خَاسِرُه |
|
|
لُمَّ التَّعالي فقد أَزْرَى بِكَ الخَصِمُ |
لَا الشَّامَ ربَّتْ وَ لَا أندائَهَا رَضَعَتْ |
|
|
مِنْكَ الشِّفَاهُ وَ لَا اعْتَجَّتْ بِكَ الرَّحِمُ |
(قَايْسُونُ) مَا أُدْمِعَتْ فِي الْقَصْفِ أَعْيُنُهُ |
|
|
وَ (الْحِمْصُ) مَالَكَ إِنْ مَادَتْ بِهَا الحِمَمُ |
وَ ذِي (دِمَشْقُ) الَّتِي مَا هَدَّهَا وَجَلٌ |
|
|
تَأْبَى الصَّغَارَ فَبالنِّيرانِ تَلْتَحِمُ |
دَعْ عَنْكَ (دِرْعَا) وَ دَارَ الشَّامِ قَاطِبَةً |
|
|
وَ انْظُرْ هُمُومًا كَصَخْرِ الشُّمِّ تَرْتَطمُ |
اَلنَّارُ كَمْ مَجَّهَا إِبْليسُ مِنْ فَمِهِ |
|
|
وَ الضِّرْسُ مِنْهُ لِرَأْسِ الطِّفْلِ يَلْتَهِمُ |
تِلْكَ الْمَخَالِبُ مَا انْشَقَّتْ بِحَافِرِهِ |
|
|
إِلَّا لِصَمْتٍ رَعَاهُ الْقَهْرُ وَ الظُّلَمُ |
هَذِي الْمَدَافِعُ مِنْ أَمْوالِنَا نُصِبَتْ |
|
|
كَيْ يَهْدِمَ الشَّرُّ مَا أَوْحَتْ بِهِ الْقِيَمُ |
مَنْ لِلرِّبَاطِ إِذَا مَا الشَّامُ تَفْصِمُهُ؟! |
|
|
هُمُ الثَّبَاتُ إِذَا مَا الشُّمُّ تَنْفَصِمُ |
خَيْرُ الرِّجَالِ لِبَانُ الْعَهْدِ مِنْ دَمِهِمْ |
|
|
صُنْوُ الْأُسُودِ لِقَلْبِ الذِّئْبِ تَلْتَهِمُ |
أَوْ كَامْتِدادٍ لِآَيِ الذِّكْرِ فِي سَحَرٍ |
|
|
أَبْحَارُنَا السَّبْعُ حِين الشُّهْبُ تَصْطَدِمُ |
تَبْكِي عَلَيْهِمْ وَ تُجْرِي الدَّمْعَ مُلْتَهِبًا |
|
|
أَجْرُ الشِّهِيدِ عَلى أَلْوَاحِهِ الْكَرَمُ |
تِلْكَ ابْتِسَامَتُهُ مِمَّا رَأَى جَزِلًا |
|
|
تَدْعُو لِمَنْ خَلْفَهُ كَيْ يَرْتَقِي الْعَلَمُ |
وَ الْجُرْحُ يَثْعُبُ مِنْ مِسْكٍ مَبَاخِرَهُ |
|
|
وَ الجُوعُ وَ الصَّبْرُ وَ الْإِعْسََارُ وَ الْأَلمُ |
مَا كُلُّ هَوْلٍ جَرَى يَا مُدَّعِي نِقَمٌ |
|
|
ذَاكَ الْخَلِيلُ بِلَفْحِ النَّارِ يَبْتَسِمُ |
أَمْ يُونُسُ الْحُوتِ بِالظَّلْمَاءِ مُلْتَحِفًا |
|
|
تَسْبيحُهُ النُّورُ والأطواقُ والنِّعَمُ |
مِنْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ مِنْ رُعبٍ وَ مِنْ فَزَعٍ |
|
|
بَلْ مِنْ أَمَانٍ بِهِ وَ الثَّالثُ الحَكَمُ |
يَا شَعْبَنَا فِي رُبُوعِ الشَّامِ نَصْرُكمُ |
|
|
أَعْلَى ضِفَافِ الرِّضَا غُرَّاتُهُ الْهِمَمُ |
طُوبَى لِجُنْدٍ بِرُمْحِِ الصِّدقِ مُمْتَشِقًا |
|
|
وَ الْمَدْفَعُ الصَّدرُ وَ التَّصمِيمُ وَ النَّغََمُ |
فُزْتُمْ -رَسَمْتُمْ لِذِئْبِ الشَّعْبِ مَوْئِلَهُ |
|
|
غَدًا سَيَهْوِي بِدَرْكِ النَّارِِ مُقتَحِمُ |
صِدْقًا وَلَجْتُمْ رُبَا التَّارِيخِِ فَابْتَدِرُوا |
|
|
صَعْقَ الذِّئَابِ إِذَا مَا أَرْدَتِ الْقِمَمُ |
صَبْرًا جَميلًا فَرَبُّ الْكَوْنِ مَنْهَجُهُ |
|
|
رَفْضُ الخُنُوعِ -فَحُقَّ الْحَقُّ وَ القَسَمُ |
وَ اللهُ يَرْحَمُ جُنْدَ الْحَقِّ مُنْتَصِرا |
|
|
نَصْرًا قَرِيبًا بِحَبْل اللهِ فَاعْتَصِمُوا |