بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن كتاب ( نكث الهميان في نكت العميان ) للصفدي،
انقل لكم بتصرف ،بعضاً من نوادرهم -هم في الحقيقة يبصرون بقلوبهم – فكم من صاحب عين اعمى القلب والبصيرة،
يؤيد هذا انه في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تفيد عدم الرؤية مع وجود آلة العين.بصرنا الله وإياكم بما ينفع.
ياقوم أذني لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم
الأذن كالعين توفي القلب ماكانا
وقال أيضا:
يزهدني في حب عبدةمعشر
قلوبهم فيها مخالفة قلبي
فقلت دعوا قلبي وما اختار وما ارتضى
فبالقلب لا بالعين يبصر ذو اللب
ـ حكاية ابن أم مكتوم:
قال تعالى: ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى )
هذا الأعمى هو ابن أم مكتوم، وهو الذي صار مؤذنا للنبي صلى الله عليه وسلم. وتفصيل قصته، كما وردت في سورة ( عبس): أنه كان قد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وعنده صناديد قريش:
عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل ابن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام.
فقال ابن أم مكتوم أقرئني وعلمني مما علمك الله. وكرر ذلك. فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع كلامه وأعرض عنه. فنزلت هذه الآيات.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه بعد ذلك ويقول إذا رآه: مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ويقول: هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين.
ـ حكاية المغيرة بن شعبة:
وحكي أن المغيرة بن شعبة لما ولي الكوفة سار إلى دير هند بنت النعمان وهي فيه عمياء مترهبة، فاستأذن عليها،
فقالت: من أنت؟
قال: المغيرة بن شعبة الثقفي.
قالت: ما حاجتك؟
قال: جئت خاطباً.
قالت: إنك لم تكن جئتني لجمال ولا مال، ولكنك أردت أن تتشرف في محافل العرب، فتقول: تزوجت بنت النعمان بن المنذر،
وإلا فأي خير في اجتماع عمياء وأعور،
حكاية نعيمان الصحابي:
وكان نعيمان الصحابي من أولع الناس بالمزاح والضحك،
قيل: إنه يدخل الجنة وهو يضحك، فمن مزحه: أنه مر يوماً بمخرمة بن نوفل الزهري وهو ضرير،
فقال له: قُدني حتى أبول، فأخذه بيده حتى أتى به إلى المسجد، فأجلسه في مؤخره،
فصاح به الناس إنك في المسجد،
فقال: من قادني؟ قالوا: نعيمان، قال لله علي نذر أن أضربه بعصاي هذه إن وجدته، فبلغ ذلك نعيمان، فجاء إليه
وقال له: يا أبا المنور هل لك في نعيمان،
قال: نعم،
قال: ها هو قائم يصلي وأخذه بيده وجاء به إلى عثمان بن عفان وهو يصلي،
وقال: هذا نعيمان، فعلاه بعصاه،
فصاح الناس: أمير المؤمنين،
فقال: من قادني؟
قالوا: نعيمان، فقال: والله لا تعرضت بسوء بعدها،
حكاية الأعمش:
ووقع بين الأعمش وبين امرأته وحشة، فسأل بعض أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينهما، فدخل إليها
وقال: إن أبا محمد شيخ كبير فلا يزهدنك فيه عمش عينيه، ودقة ساقيه، وضعف ركبتيه، ونتن إبطيه، وبخر فيه ( بخر الفم: رائحته الكريهة )، وجمود كفيه، فقال له الأعمش: قم قبحك الله فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه.