رحلة البحث عن قصة
• السلام عليكم
• وعليكم السلام أهلا وسهلا بك دكتور ..أجاب الكاتب على اتصال دكتور احمد بترحاب جميل ويليق بصديقه الدكتور.
• كيف حالك صديقي العزيز ..
• شكرا لك الحمد لله
• صديقي ..هنالك مسابقة للقصة اتطلع لمشاركتك فيها .
• إن شاء الله ستجد اسمي من بين المشاركين، وبعد أن أنهى الاتصال أغلق الجوال ودخل الفندق الذي كان قد استأجر فيه غرفه هو وصديقه محمد الذي لم يعد إلى الفندق بعد،
كان يومه متعبا فدخل الحمام ليستحم وفتح صنبور الماء وانهمر الماء فوقه وكأن شلالا من الأفكار تنصب فوقه ،وبين هذا وذاك بدأت أشباح الماضي وطيوف الأحبة تمر من أمامه فتزاحمت الأفكار حتى كادت تهلكه بما لها من ذكريات ومواقف اقسى على القلب من أي امر يذكر،
عاد فيه الزمن إلى حقبةمن الزمن حيث كان شعبه يعاني القسوة والشدة من كل من يحكمه ...فكم من عزيز أخذته الحروب ولم تعد به وكم من قريب أبعده الزمن ..كان يبتسم تارة وتارة ترتسم على محياه ملامح الألم .
كان الكاتب واقعيا في لحظة صدق ولهذا أراد إن يدون حبكة من واقع مر به، بين كل تلك الأفكار أراد إن يكتب نصا يحمل بين طياته بشائر مفرحة ويرفع الهم عن قلبه بذكرى جميلة حتى ولو للحظة.
وبين ثنايا تلك التأملات دخل صديقه محمد وبعد إن القي التحية قال له : أراك مشغول البال؟، فأخبره بأمر المسابقة فقال له محمد ما رايك ان تكون عن فتاة تتوق ان يكون لها أخ.
ابتسم وتناول قلما ووريقات يدون فيها كلمات قصته الجديدة عن فتاة ولدت وحيدة لأب ارستقراطي وأم تحمل من قيم التحضر الكثير وانشغلا عنها كثيرا،فكان صراعها مع والديها كبير حيث كانا لا يرغبان بإنجاب الأطفال وبقيت معاناتها حتى...........
وفي هذه الإثناء رن جرس التلفون من استعلامات الفندق واخبره إن هنالك ضيف يريد لقاءه..
ترك الأوراق التي كانت بين يديه وذهب إلى قاعة الاستقبال في الفندق وجد صديقه القديم مصطفى استقبله بحرارة فقد مر وقت طويل على فراقهما وبعد وقت ليس بالقصير وقد دب الفرح الى قلبه مضى الوقت بسرعة استأذنه مصطفى وغادر إلى وجهة يرومها.
أتى محمد وقال للكاتب هيا فنخرج لنتناول العشاء ثم نعود، عاد الاثنان في أخر أليل نام الصديقان واستيقظا باكرين وذهبا إلى مدينتهم التي تبعد 400 كم عن العاصمة حيث كانا يسكان الريف.
لم تفارق الكاتب تأملات الماضي والمواقف التي مر بها على طول الطريق المؤدي إلى الريف الذي يسكنه ،وحارب كل لحظات الأسى وأراد إن يجد بين ثكنات الألم زهرة تعيد الابتسامة إلى محياه ،تأمل يوما من أيام صباه حين رف قلبه لأول مرة وسكن قلبه وأطمأن وهو يعيش رحلة حب طفولي كانت أيامها تمر بهناء مع فتاة بربيع الزهر الجميل وعاش حًلما ظل يتمنى إن لاينتهي وبين لحظة وضحاها وفي احد الصباحات المباغتة وجد نفسه وحيدا من جديد..
وتواردت الذكريات لثلاث عقود سابقة وما مر به بلده من شدائد ومحن ،وهو بين كل هذه الأمواج التي تضرب أفكاره ....ابتسم حين تذكر ذاك الرجل في مقبرة الانكليز ذات يوم فقال لمحمد وهو يقود السيارة ما أخطأ "جبر في مقبرة الانكليز"
وصل في المساء إلى قريته حيث يسكن ،وترجل من السيارة كان يوما باردا شديد البرودة وبقى يتأمل الأرض كيف شحب وجهها من قله الماء وكأنها عجوز في أخر أيامها على فراش الموت تريد إن تكتب وصيتها ولكنها لشدة سكرات الموت لا تستطيع .
قال له محمد أريد إن أسألك سؤالا منذ زمن فهل ستجيبني عليه؟
نعم تفضل هكذا قال
أنت لم تتزوج ليلى التي كنت قد عشت معها قصة عشق دامت عشرا من السنين؟
صمت قليلا –متذكرا صراعه مع اهله لاجلها-وهو بالقرب من منزله واتكأ على السيارة وكان جبلا من الهم حط على صدره وتحشرج صوته ونطق بحروف كلمات "ولا تقل لهما أف"
ابتسم صديقه محمد لقوله وتركه وذهب ،دخل الكاتب إلى بيته حيث زوجته وأولاده ...حيوه جميعا
وبعد برهة جلس على مكتبه وبدأ يدون حكايته الجديدة التي رجف لها فؤاده متذكرا انه في زمن يعاقب فيه المرء بذنب غيره ،وبين هذا وذاك اشتدت عليه واقعيته فارتجفت أنامله وبدأ يكتب وكأن شعبه وأهله وكل عشاق الارض أعطوه حرية الحديث عنهم وبعدها
" أمسك القلم الحرف.......وسال سواد عينه"
فذاب الكاتب بين حروف حكايته وبقي اثر الألم مكانه .....وأرسلت القصة إلى المسابقة.